"لقاح كورونا".. أمل للإنسانية ويوم عظيم للعلم

◄ لقاح "فايزر- بيونتك" يثبت فاعلية في الوقاية من "كورونا" بنسبة 90%

تصنيع 50 مليون جرعة قبل نهاية 2020.. و1.3 مليار جرعة العام المقبل

◄ الشركتان تتعهدان باتباع "نهج عادل" في توزيع الجرعات الأولى

ترجمة - رنا عبدالحكيم

بوادر أمل تولَّدت مع الإعلان عن نجاح لقاح "كوفيد 19"، الذي طورته شركة فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية بنسبة تتعدى 90%، في إنجاز علمي هائل يمكن أن يجعل اللقاح متاحا للاستخدام بحلول نهاية العام، إذا منحته الجهات والمنظمات المعنية بالأدوية الضوء الأخضر لطرحه.

وقالتْ صحيفة "ذا جارديان" البريطانية إن هذه النتيجة تمثل أول تحليل مستقل لأي لقاح لكوفيد 19 في تجارب المرحلة الثالثة، وهي المرحلة النهائية قبل الترخيص التجاري. ووجدت الدراسة أن 94 مشاركًا تلقوا لقاحًا عبر جرعتين، حصلوا على مناعة من المرض بعد 28 يومًا. وقال أوجور ساهين المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة بيونتك لصحيفة فاينانشيال تايمز: "بالنسبة لي، هذه أفضل نتيجة ممكنة"، بينما قال رئيس شركة فايزر ألبرت بورلا إنه "يوم عظيم للعلم والإنسانية".

وتجاوزت النتائج بكثير معايير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للموافقة على لقاح كوفيد 19، والذي يفرض فاعلية لا تقل عن 50% في التجارب الخاضعة للتحكم الوهمي. ولا يوجد لقاح فعال بنسبة 100%، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وقالت شركتا فايزر وبيونتك إنه يمكن تصنيع ما يصل إلى 50 مليون جرعة من اللقاح -والذي سيكون أول لقاح يستخدم تقنية mRNA الجديدة- هذا العام، وسيتم إنتاج 1.3 مليار جرعة أخرى في عام 2021.

وحصلت الولايات المتحدة على طلبات شراء 100 مليون جرعة من اللقاح، مع خيار الحصول على 500 مليون جرعة أخرى، في حين أن المملكة المتحدة وقعت اتفاق سابقا لشراء 30 مليون جرعة. ويجري التفاوض على صفقة لتوريد 200 مليون جرعة إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال ساهين إن الشركتين سوف "تستخدمان نهجًا عادلًا" عندما يتعلق الأمر بتوزيع الجرعات الأولى من اللقاح، مضيفًا أنهما سيعطيان الأولوية لعمليات التسليم إلى البلدان التي تمت الموافقة على استخدام اللقاح فيها.

يأتي ذلك بعد يوم واحد من تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا 50 مليون شخص، وسجلت كل من الولايات المتحدة والهند والبرازيل أعلى الأرقام.

وتضم الولايات المتحدة أكبر عدد من الإصابات؛ حيث بلغ عدد الإصابات 9,879,323 مصابا، تليها الهند بـ8,507,754 مصابا، والبرازيل التي أبلغت عن 5,653,561 مصابا. فيما سجلت روسيا رابع أكبر عدد من الحالات (1,760,420) بينما يبلغ إجمالي عدد الحالات في فرنسا 1,709,773 مصابا.

وجاء الإجمالي الجديد في الوقت الذي ذكرت فيه "رويترز" أن إحصاءاتها تشير إلى أن أكتوبر كان أسوأ شهر لتفشي وباء كورونا حتى الآن، حيث شكلت الموجة الثانية في الثلاثين يومًا الماضية ربع الحالات. وشهد الشهر الماضي تسارع انتشار الفيروس بوتيرة سريعة: بينما استغرق الأمر 32 يومًا لترتفع الحالات من 30 مليونًا إلى 40 مليونًا، إلا أن الأمر استغرق 21 يومًا فقط لإضافة 10 ملايين أخرى.

وجاء هذا التسارع في تسجيل الإصابات بعد أن أبلغت الولايات المتحدة عن أكثر من 100000 حالة جديدة في أربعة أيام متتالية. وحطمت أمريكا الرقم القياسي الخاص بها في الحالات اليومية تقريبًا كل يوم الأسبوع الماضي.

وأسهمت أوروبا بشكل كبير في الزيادة العالمية في عدد الحالات. وسجلت المنطقة حوالي 12 مليون إصابة، مما يجعلها المنطقة الأكثر تضررا، متجاوزة أمريكا اللاتينية. كما أنها تشكل ما يقرب من ربع وفيات فيروس كورونا 24%.

وأظهر تحليل لرويترز أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد في أوروبا يتزايد بنحو مليون حالة كل ثلاثة أيام. وأدت الموجة الثانية مؤخرًا إلى قيام الحكومات في جميع أنحاء أوروبا بتشديد القيود وفرض عمليات إغلاق جديدة، مع أوامر الإغلاق في إنجلترا وفرنسا وألمانيا واليونان.

ووفقًا لجامعة جونز هوبكنز، يبلغ عدد الوفيات في العالم أكثر من 1,250,000. وسجلت الولايات المتحدة والبرازيل والهند أكبر عدد من حالات الوفاة، تليها المكسيك والمملكة المتحدة.

تعليق عبر الفيس بوك