أكدوا أن الثورة التكنولوجية تفرض حتمية إكساب الطلاب المهارات الحديثة

المشاركون في "استديو الرؤية": "التعليم المدمج" الوسيلة المثلى لتجاوز تحديات الوضع الراهن

 

الرؤية- محمد إسماعيل

أكد المشاركون في برنامج "استديو الرؤية" أن منظومة "التعليم المدمج" تعد من أفضل الوسائل الناجعة المُتاحة لتجاوز تحديات الوضع الراهن في ظل انتشار فيروس كورونا، بما يضمن تقديم خدمة تعليمية ذات جودة، وتحقق التواصل الفعال بين الطالب والمعلم وولي الأمر.

وحملت حلقة أمس الأول من البرنامج عنوان "واقع التعليم الإلكتروني وتطلعات المستقبل"، بمشاركة الدكتورة رابعة بنت محمد مانع الصقرية الخبيرة في مناهج وطرق التدريس، والدكتورة رضية بنت سليمان الحبسية (دكتوراه في الفلسفة) ومتخصصة في الإدارة التربوية.

وتطرقت الحلقة إلى أهمية التعليم الإلكتروني وانعكاساته على النظام التعليمي؛ من حيث البناء النفسي للطلاب، إلى جانب تسليط الضوء على الإستراتيجية المقترحة لمواجهة التحديات في ظل الأوضاع الراهنة، علاوة على تقصِّي إشكاليات المنصة التعليمية ومدى استيعاب الطلاب وأولياء الأمور لها.

وأشادت الحبسية بالتحرك المجتمعي الذي صاحب قيام السلطنة باعتماد التعليم المدمج، في ظل الإجراءات الاحترازية المتخذة بسبب تفشي فيروس كورونا، مؤكدة أن التعليم المدمج من أفضل الوسائل المتاحة الحالية لتقديم خدمة تعليمية تضمن تواصلا فعالا بين الطالب والمعلم. وقالت الحبسية إن التطور الذي يشهده العالم من حولنا يحتم على الجميع أن يطور من الأدوات المتاحة من أجل إكساب الطلاب المهارات الحديثة في التعلم في ظل الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم، وهذا ما ننشده من خلال التعليم المدمج.

وأضافت الحبسية أنَّ التعليم الإلكتروني يختلف عن التعليم العادي من حيث تغير جغرافية التواصل؛ فالمعلم والطالب لا يتوجدان في طبيعة جغرافية واحدة، وهذا يتطلب مجهودا مضاعفا من الطالب وأولياء الأمور والمعلم حتى يحدث التواصل المطلوب، ويستفيد الجميع من هذا النظام التعليمي الجديد. وأشارت إلى أنَّه مع تغير البيئة التعليمية واللجوء إلى التعليم المدمج، يجب على الجميع الاستعداد، وبالتدرج سنصل إلى أفضل الممارسات، فالأمر جديد على الجميع وعلينا جميعا أن نخوض هذا التحدي ونتفوق فيه. وحثت الحبسية على تأهيل الأطفال على كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستخدام الأمثل للأجهزة الإلكترونية، بما يساعدهم على الانطلاق في هذا الجانب. ولفتت إلى أهمية إدراك أن التطور واكتساب المهارات الحديثة، من الأدوار الأساسية المفروض على الجميع القيام بها، مع الاستعداد النفسي لهذا التطور من خلال اكتساب المهارات التي تؤهل لمواكبته. وشددت الحبسية على أن التعليم المدمج يمثل الخيار الأفضل لطلاب الصف الثاني عشر، وأن أي تحدٍ جديد يتطلب أن يتكاتف الجميع من أجل عبوره، فضلاً عن التحلي بالصبر لحصد الثمار والنتائج، ومنح القائمين على العملية التعليمية الثقة الكاملة لإثبات قدرتهم على الإنجاز والعمل.

من جهتها، قالت الدكتورة رابعة الصقرية إن التعليم المدمج بات الحل البديل في الأزمة الحالية، مشيرة إلى أنَّ هذا النوع من التعليم سيكون أساسياً خلال السنوات المقبلة لمواكبة التطور الذي يشهده العالم. وأوضحت أنه مع استمرار تفشي فيروس كورونا، انقطع حوالي 6 مليارات طالب عن الدراسة، ما دفع المدارس والمعلمين إلى اللجوء إلى حلول بديلة، وكان التعليم الإلكتروني من أفضل الحلول البديلة لمواصلة العملية التعليمية. وبينت الصقرية مدى التأثير النفسي لأزمة جائحة كورونا على الطلاب، حيث ترصد الدراسات زيادة معدلات القلق لديهم، وتفاقم الشعور بالضجر، علاوة على أنَّ الإجراءات الاحترازية تسببت في انتشار هذه المشاكل النفسية. وقالت إن الدراسات الحديثة أثبتت أن الإجراءات الاحترازية أثرت بالسلب على الطلاب وزادت القلق والضغوط عليهم وعلى الأسر والمعلمين، ولذا ينبغي استثمار فترة التعليم المدمج من أجل مزيد من التواصل مع الطلاب وتهدئة مخاوفهم وفتح نوافذ الأمل أمامهم للمستقبل.

وعرجت الصقرية على أبرز التداعيات النفسية، وقالت إن العزلة والوحدة وفقد التواصل من أبرز المشاكل النفسية التي تعرض لها الطلاب خلال الفترة السابقة، داعية إلى الاستفادة من القيم الروحية والدينية في تعليم الأطفال والشباب أن المحن والابتلاءات تعلمنا مهارات جديدة، وجائحة كورونا جعلتنا جميعا نفكر في أساليب جديدة لحل المشكلات، وأن نستخدم الحكمة في التعامل مع كل المحن. ودعت الصقرية أولياء الأمور إلى تكثيف جهودهم لتحقيق الترابط الأسري مع أبنائهم والتقليل من متابعة أخبار الجائحة، لأنها تؤثر بالسلب على الصحة النفسية للطلاب. وأشارت في هذا السياق إلى الدور الخطير للشائعات في التأثير السلبي على المجتمع ومعنوياته، وما تحدثه ممن أضرار كبيرة على الصحة النفسية للطلاب، مناشدة أولياء الأمور الانتباه لهذا الأمر، والعمل على صرف أنظار أبنائهم عن الأخبار السلبية، وتكثيف الاستماع إلى الأخبار الايجابية والتي لها دور كبير في عبور الأزمة.

وحول دور وزارة التربية والتعليم في هذه الأزمة، قالت الصقرية: "يجب أن نلتمس العذر للوزارة، خاصة فيما يخص تعطل المنصة التعليمية مع بدء العام الدراسي، فهناك حوالي 56 ألف معلم إضافة إلى 11 ألف فني وإداري يتواصلون عبر المنصة في وقت واحد، ناهيك عن عشرات الآلاف من الطلاب، وكل ذلك يؤدي إلى ضغط شديد على المنصات من الناحية التقنية". وأشارت في هذا السياق كذلك إلى أنَّ دور المعلم في التعليم المدمج مؤثر للغاية؛ حيث إن الطلاب في حاجة مستمرة إلى التواصل مع المعلم، ولذلك لم تعتمد الوزارة على الدروس الجاهزة عبر الأقراص المدمجة.

وحثت الصقرية على إطلاق حملات توعوية إعلامية لنشر ثقافة التعلم عن بعد، وتعريف المجتمع بإيجابيات الطرق الحديثة في التعلم، إلى جانب قيام الجهات المعنية بالعمل على تقوية شبكات الإنترنت، وتوفير أجهزة إلكترونية للطلاب بأسعار في متناول الجميع.

وشهدت الحلقة مداخلات من المتابعين الذين توافقوا في الرؤى مع ضيفتي البرنامج، كما طرحوا جملة من التساؤلات تتناول قضية النقاش.

يشار إلى أنَّ الحلقة تُبث مباشرة عبر تطبيق "زووم" للاتصال المرئي، ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي لجريدة الرؤية (فيسبوك- تويتر- يوتيوب) في الساعة السابعة من مساء كل أحد.

تعليق عبر الفيس بوك