تباشير الخير

وداد الإسطنبولي

 

رقت عيناي شوقا.. ولطيبة ذرفت عشقا

فأتيت إلى حبيبي.. فأهدأ يا قلب ورفقا

هذه الكلمات والعبارات التي رهفت لها آذاننا، ورقت لها قلوبنا، وحفظت عن ظهر قلب، لأنها غزيرة، ترهف المسمع وترقق المدمع، وتطهر القلب من كل شيء شائب، وكيف لا! وهي في خير الأنام والسراج المُنير محمد صلى الله عليه وسلم.

أعظم خلق الله وأكرمهم، الذي أشرقت البشرية بنوره، فأخرجنا من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى رحاب الفكر والمعرفة،  فقد كنَّا نتلمس الدرب بغير هدى حتى جاء الهادي وأقبل، فكانت بداية حضارة للتهذيب والعدل والخير والاستقرار.

فهذا اليوم كل الشعوب الإسلامية تستعد لاستقبال هذا الاحتفال بمولده الشريف فنحن القوم الذين قال فيهم: " إننا أحبابه أتينا من بعده ولم نراه وآمنا به، فبكى شوقا لنا، فأين نحن من بكائه شوقاً للقائنا؟

فنحن فداء تلك الدموع التي نالت من عينيك يا حبيبي يا مُحمد من أجلنا، فشوقنا غزير ولكن لا يضاهي شوقك، وحبنا كبير فلا يوازن حبك لنا،  ولكنك أتيت فأتت روحك إلى أجسادنا، فملأتها طهارة، ورهفت أسماعنا لسيرتك فذرفت أعيننا شوقاً وحباً، فنتلمس ذكرى مولدك وكأنك موجود بيننا حقيقة،  فنزداد حنيننا إليك كالظمآن فنرتوي بذكرى مولدك.

  فهذا المقال أريده مختلفاً عن الكتابات، لأنه يدون مشاعر ذاتية تبكي لتفوز بلقاء المحب، مشاعر مكبوتة لشيء لم أره وأحببته بعمق تلمع عيني بريقاً لوجوده الغائب الحاضر، وحين ترهف أذني باسمه، تتسارع دقات القلوب وتتناغم مع الشعور للقائه، أجده بين ثنايا الآيات ويقيني بأنَّ خُلقه القرآن، فسيرته تتردد على أذناي منذ أن كنت ووعيت على العلم به، فطرتي أرشدتني إليه، فشكرت الله أنني من أمته.

 يتردد حديث جميل يقول: "المرء مع من أحب" فيا إلهي إن كنت لست أهلاً لذلك فأبحث عن ذرة خير تجعلني مع المصطفى، فإن طلبتك ليس بعملي ولكني أنحني لعظيم كرمك.

ليتنا وقفنا عند الاقتداء بك والاحتذاء بفن تعاملك مع البشرية بالإنسانية، لما كان هذا حالنا اليوم.

فهذه الذكرى فرحة غامرة للمسلمين، تتميز بمزايا مُتعددة منها الأناشيد والألحان النورانية التي تتناغم بالجمل التي ترطب القلوب، وموشحات تتغنى، يوم غير عادي نبتهل به في عبق سيرته النبوية، ناهيك عن ابتهالات المساجد وتكبيراتها وهذا ما يحزن قلوبنا، فمنابرنا جاء الضيف الثقيل(كوفيد 19) وأخذ منِّا فرحة مناسباتنا، واحتفالاتنا، فلم نتأدب معه بسهو البعض واستهتار الآخر، فعمل بذلك فارقاً كبير بين ما كنَّا فيه، وما نحن عليه الآن.

 

ولكن هناك طرق كثيرة ووسائل للاحتفالية، منها أجمع أولادي بين زوايا البيت، وأذكر لهم سيرة الحبيب المصطفى مُحمد سيد الثقلين فهو الحبيب الذي ترجى شفاعته فاللهم بلغنا هذا المقصد، وبلغنا شفاعته، وإن امتلأ الدرب الأبيض بالسطر فلن يوفي حق ما نشعر به تجاه هذه المناسبة فصلى الله عليه وسلم أزكى التسليم. 

 

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك