قلاعنا وملاحم عروض الصوت والضوء

د. خالد بن عبد الوهاب البلوشي

‏تتنوع وسائل الجذب السياحي من دولة إلى أخرى وتأتي عروض الصوت والضوء كإحدى تلك الوسائل الجذابة والتي هي شبيهة بعروض الأفلام السينمائية حيث تُعْرَضْ ‏على جدارن المواقع الأثرية المختلفة  على وقع أنغام ومقاطع موسيقية عالمية.

‏وتنقل تلك العروض المشاهد إلى عصر الموقع الأثرى والأحداث التي صاحبت تلك الحقبة لوجوده، من خلال  مؤثرات صوتية وضوئية تسبر أغوار تلك الفترة.

 ويتم استخدام  تكنولوجيا وتقنيات الصوت والضوء  وأشعة  الليزر الملونة إضافة إلى بعض المؤثرات المعززة للعروض.

وتعتمد تلك العروض على العديد من العناصر الفنية المتقدمة والتي تتولى إعادة الحياة إلى الموقع المقام العرض عليه، ثم تسافر بالمشاهد إلى عصر الحدث نفسه، كما يلعب الراوي دوراً هاماً في وصف الحدث المراد عرضه وسرد حكايته بإتقان وبأسلوب قصصي مشوق يشد أحاسيس المشاهدين.

 وحسب إحصائيات وزارة التراث والسياحة لعام 2017 هناك حوالي 25 حصناً  و56 قلعة (81 قاعة وحصناً)  موزعة على معظم محافظات السلطنة .

 وتفيد أيضًا إحصاءات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات بأنَّ تلك القلاع والحصون زارها أكثر من ٣٠٠ ألف زائر.

 وانحصرت معظم تلك الزيارات على التجوال داخل تلك الحصون والقلاع التي تحول البعض منها إلى متاحف بها مرافق خدمية محددة وبعض المحلات لبيع الهدايا والتذكارات، لذا نلاحظ اقتصار دور القلاع والحصون السياحى في هذا الجانب فقط.

 وفي حال تعزيز دور تلك القلاع والحصون بعروض الصوت والضوء والتي ستكون بعدة لغات حيَّة ستمنح السائح تجربة تاريخية وثقافية تكاد تكون فريدة من نوعها في منطقة الخليج العربي.

 نحن بحاجة إلى تنويع المنتج السياحي وهذا الطرح هو تجسيد للتواصل بين التراث والتاريخ الملموس في السياحة ويطلق عليها سياحة الموروث التاريخي إذ إنَّ الاستثمار في تلك المشاريع يُعد من الاستثمارات ذات العائد الاقتصادي الجيد إضافة إلى أنَّ تلك المشاريع النوعية ستخلق وستتيح فرص عمل تساهم في التنمية المحلية لسكان المناطق المحيطة بتلك القلاع والحصون.

لذا فإننا نقترح إنشاء شركة عُمانية (مساهمة عامة كانت أو حكومية مغلقة) ‏للصوت والضوء برأس مال عماني وخبرات عالمية تنقل الخبرة والمعرفة الفنية إلى الإدارة الوطنية خلال فترة زمنية محددة وعلى أن تتولى كل من وزارة التراث والسياحة وكل محافظة تقع بها تلك المشاريع الإعداد والتجهيز لها وبعد فترة زمنية محددة ينتقل المشروع برمته إلى كوادر وطنية شابة تتولى الإدارة انطلاقاً من المبدأ الاقتصادى ((BOOT‏ (Build ,Own, Operate, Transfer) الفكرة ليست وليدة اليوم ولكنها تطبق في العديد من دول العالم وكما سبق وذكرنا في بعض المقالات السابقة أن الوقت قد حان لي خلق فرص اقتصادية من خلال قطاع السياحة الواعد.