ترجمة - رنا عبدالحكيم
تُعاني الولايات المتحدة من أسوأ أسبوع لها من الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، قبل أيام قليلة فقط من الانتخابات الرئاسية؛ مما يُؤكد ما وصفه بعض علماء الأوبئة بأنه رهانات "الحياة والموت" مع توجه الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع.
وأطلق العلماء نواقيس الخطر حول انتشار كوفيد 19 بلا هوادة في جميع أنحاء الغرب الأوسط الأمريكي، وهو تفشٍّ قادر على إحداث المزيد من الدمار هذا الشتاء، إذا لم يتم اتخاذ أي خطوة للسيطرة على الفيروس، بينما تتأجج الانقسامات السياسية، وفق تقرير مطول نشرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وقالت ناتاليا لينوس عالمة الأوبئة الاجتماعية التي شاركت في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في ماساتشوستس هذا الخريف والمديرة التنفيذية لمركز "هارفارد إف.إكس.بي" للصحة وحقوق الإنسان: "أُطلق الكثير من التحذيرات في وقت مبكر مما جعلنا عرضة للخطر منذ اليوم الأول لبداية الأزمة". وأضافت: "ساورنا القلق بشدة، وقد ظهر الفشل السياسي منذ اليوم الأول".
وقالت كاثرين جي كريمر أستاذة العلوم السياسية في جامعة ويسكونسن ماديسون: "نظرًا لأن الولايات المتأرجحة مثل ويسكونسن تشهد "مستويات أزمة" للإصابة بفيروس "كوفيد 19"، فقد دفع ذلك الناخبين إلى مزيد من التمسك باختياراتهم". وأضافت: "ما زال هناك دعم قوي للغاية للرئيس ترامب هنا، وأعتقد أن من بين مؤيديه من يعتقد أنه قام بعمل رائع في التعامل مع الوباء". وقالت عن المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن: "إذن، العكس هو الحال بالنسبة للأشخاص الذين يميلون إلى بايدن".
ومرت أمريكا بأسوأ أسبوع من حيث الإصابات الجديدة للوباء بأكمله في الولايات المتحدة، حيث تعدت الإصابات حاجز 500000 حالة لأول مرة، وفقًا لمشروع "تتبع كوفيد".
وتظهر الفحوص مزيدا من الحالات الإيجابية في 47 ولاية، وتتزايد حالات الاستشفاء في 39 ولاية، ويموت أكثر من 1000 شخص يوميًا في المتوسط، لكن الوفيات لم ترتفع بنفس وتيرة الإصابات الجديدة، لأنها تمثل "مؤشرًا متأخرًا". وغالبًا ما يستغرق الأمر أسابيع بين الاختبار الإيجابي والدخول إلى المستشفى والوفاة والإبلاغ عن ضحايا "كوفيد 19".
ويعتقد العلماء أنَّ الوفيات لم ترتفع كما ارتفعت الإصابات الجديدة لعدة أسباب؛ أولاً: يُصاب بالعدوى المزيد من الشباب، وهم الفئة الأكثر مقاومة للمرض. ثانيًا: وجد الأطباء طرقًا لتقليل طفيف لمعدل الوفيات من خلال العلاج. وأخيرًا والأهم من ذلك، لم تكن المستشفيات مكتظة مثلما كانت في بداية الوباء.
ومع ذلك، إذا قاوم المسؤولون والمشرعون سن تدابير لاحتواء الفيروس، أو رفض الناس اتباع هذه التدابير، فسينتشر الفيروس، ويمكن أن يزيد الضغط على المستشفيات. يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه تحذيرات دور رعاية المسنين من نقص معدات الحماية الشخصية، وخاصة القفازات. علاوة على ذلك، قال مراقبون حكوميون إن إدارة الرئيس دونالد ترامب "متأخرة بشكل مؤسف" في تخزين القفازات اللازمة للتخفيف من انتشار المرض.
وعندما يقول العلماء إنَّ هذه مسألة حياة أو موت -بالاشارة إلى الانتخابات- فإنها حقًا كذلك، حسبما تقول صحيفة جارديان في تقريرها.
وقالت لينوس: "الحياة والموت ليسا متساويين للجميع؛ فواحد من كل 10 أمريكيين بيض يعرفون شخصًا مات بسبب كوفيد، وواحد من كل ثلاثة أمريكيين سود يعرف ذلك. وهذا غير عادل وبمثابة ظلم شديد، وهذا هو مصدر القلق الأكبر بالنسبة لي".
وحتى مع ارتفاع عدد الضحايا إلى أرقام قياسية، لم يُظهر السياسيون إرادة كافية لفرض مزيد من عمليات الإغلاق.
وقال ترامب لمؤيديه في ويست سالم بولاية ويسكونسن الأسبوع الماضي: "عمليات الإغلاق القاسية التي يسعى إليها بايدن لا معنى لها، وستؤدي إلى وفيات لا حصر لها من خلال الانتحار ومن جميع المشاكل التي نواجهها". وأضاف: "الناس يفقدون وظائفهم. إنهم يفقدون أرزاقهم".
ووفقًا لتحليل حديث لاستطلاعات الرأي في "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن"، فما هو مؤكد أن "كوفيد 19" سيحسم السباق الانتخابي، فستة من كل عشرة ناخبين يعتبرون الوباء "مشكلة كبيرة للغاية" تواجه البلاد. وتشعر الغالبية العظمى من الديمقراطيين بأن عمليات الإغلاق قد تم رفعها في وقت مبكر جدًّا، في حين يشعر غالبية الجمهوريين بأن الإغلاق لم يتم رفعه قريبًا بما يكفي.