لا عذر لنا

راشد بن محمد الشحي

عَجبًا لأمة الإسلام من أقصى الشرق إلى حدود موريتانيا والمغرب العربي، يُهان ويسب الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ولا حِراك شعبي سلمي المظهر، له الأثر الواضح والمردود السياسي الاقتصادي على فرنسا ومن شايعها؛ فنراهم يتبادلون الأدوار للهدف ذاته، وكأنهم في سباق ماراثوني من حرية الرأي المزعوم، والهادف للنيل من سيد الخلق والإسلام الحنيف، غير مُراعين لمشاعر مسلمي العالم جميعا لقناعتهم التامة بأنَّ أمة الإسلام تمر بحالة تشرذم وهوان.

لكنَّهم لا يجدون بدًّا من مُهاجمة الإسلام؛ ففي مُعتقداتهم وكنائسهم يجمعون على أنَّ الإسلام والمسلمين هم الخطر الداهم الأوحد على أوروبا لا سواهم من الدول المستضعفة، ويظهر هذا الأثر جليًّا من القناعات الذاتية للشعوب الأوروبية، والنشاط الدعوي الذي تقوده الجاليات المسلمه هناك؛ فهذا الانتشار السريع للإسلام الحنيف مصدر قلق لماكرون ومن شايعه ومسلمي العالم والمسلمين من الجاليات المغاربية لهم الأثر البيِّن على الحراك الإسلامي هناك.

ورغم الاضطهاد والمضايقات والتضييق وسن القوانين والتشريعات، وزج الأبرياء بالسجون القهرية بحجج واهية، أغلبها توافق على تصنيفها وتجريمها تحت مسمَّى الإرهاب الذي ربطوه بالإسلام السياسي كما يحلو لهم.

لا.. لن نرتضِي كلَّ هذا الهوان للإسلام الحنيف، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- منقذ البشرية من الضلال إلى الهدى والطريق القويم، وعلينا كمسلمين في جميع بقاع العالم الإسلامي، ومن خلال مؤسسات المجتمعات المدنية، أن يكون لنا رأي وأثر؛ فالتصدي لهذه الهجمات الممنهجة الشرسة على الإسلام وقدوتنا مشكاة السلام من خلال مقاطعة منتجاتهم وفضح أكاذيبهم حول الحريات والعدالة والمساواة المزعومة التي يتشدقون بها.

أمَّا إذا كانت الشعوب المسلمة لا تزال تحلم بقرار جماعي من جاكارتا لنواكشوط لطرد البعثات الفرنسيه والزج بها في ردهات وسرايا وزارة الخارجية الفرنسية، فإن هذا المبتغى بهذه الأيام بمثابة حلم جماعي مستحيل الوقوع.

نَصَر اللهُ الإسلام والمسلمين في بقاع الأرض قاطبة، وصلَّى الله وسلم على الحبيب المصطفى في شهر مولده، وسائر الحقب والأزمان.. ودامت الأمة في أمن وأمان.

تعليق عبر الفيس بوك