سنعلم أطفالنا "ولو تحت ظل شجرة"

فاطمة الحارثية

إنِّه النداء أيُّها السادة، تفقد أطفال أهلك، تفقد أطفال جارك، تفقد أطفال أصدقائك، تفقد الأطفال من حولك، إنهم في حاجة، وأهل عُمان أهل علم، ولن يُوقفنا وباء من طلب العلم والجد والعمل.

قالها باني النَّهضة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه "إننا نولي التعليم جل اهتمامنا ونسعى لتطويره وتحسينه ورفع مستواه وتحديث المعارف وتعميقها وإثرائها وتكييفها مع عالم دائم التغيير انطلاقاً من الأهمية التي توليها السلطنة لتنمية الموارد البشرية وترسيخ منهج التفكير العلمي وتكوين أجيال مُتعلمة تشارك في عملية التنمية وتتعامل مع المتغيرات والمستجدات المحلية والعالمية بكل كفاءة واقتدار". إذن ليكن التعليم عن بُعد، لتطمئن بعض القلوب، ولنساهم معاً من أجل تحقيق ذلك، البعض ساهم من أجل توفير سُبل العلاج وأدواته، فلنساهم معاً من أجل توفير سُبل استمرار التعليم، لنقف مع أطفالنا ولنكن النبراس الذي يُضيئ مستقبل عُمان بهم، كُل حسب قدرته وإمكانياته وسعته.

التعليم عن بُعد جزء حيوي من أجل أن نخرج من هذه الأزمة بأقل الخسائر، وإن استشرفنا القادم أي بعد عشرين عاماً، لتحقيق رؤية 2040 فإنَّ من هم الآن عاجزون عن إكمال تعليمهم هم منارة تلك الرؤية، ومن سيُضيئ شُعلة استدامة المنجزات، بجهود الحاضر؛ بالتعاون والتعاضد سنحقق المستحيل، وأيضاً سنحافظ على سلامة أطفالنا ومجتمعنا، فلا مجال للتجريب هنا أو المخاطرة.

ليتقدم كل قادر وليقدم علماً أو مالاً أو فكرًا، ولتستجيب وزارة التربية والتعليم للجميع، فالهدف واحد والمصير مشترك، إننا معاً في السراء والضراء، ولتكن المدارس نقاط التواصل بين الوزارة والمساهمين، من توزيع للأجهزة وتوجيه شركات الاتصالات أو غيرها من الشركات المساهمة، أو أياً كانت الطرق المناسبة، لكن ليكن التعليم الافتراضي أي عن بعد من أولوياتنا، حفاظاً على صحة كبار السن في منازلنا، ومراعاة للأطفال من ذوي الأمراض المزمنة، وأيضاً إن تركيز الجهود لنجاح خطة واحدة يقلل من الإهلاك والاستهلاك الذي يُسببه تعدد الخيارات.

التعاون المشترك هو الخيار الذي أمامنا، وليس الوقوف خلف المطالبات أو استمرار فكر الرعوية، الذي لا يعمل إلا على صناعة الإتكالية والتكاسل، وحزم وزارة التعليم هو شيء هام جدا، في مساهمة أولياء الأمور ممن يرغبون بحضور أطفالهم إلى المدارس، بتكليفهم مصاريف تعقيم المدارس، ومصاريف الأدوات الوقائية، مع تعهد بيّن بإخلاء الهيئة التعليمية من أية مسؤولية قد يرغب بتحصيلها أو التعويض عنها لاحقًا، وأيضاً أن يتحمل عمليات الفحص الدوري لأطفاله، تحرياً عن الإصابة وتقديم تلك الفحوصات للمدارس، لنكن واقعيين، ولنُدرك أنَّ النهضة المتجددة هي التجدد الذي نحن بحاجة له لإزالة الرعوية واستمرار العمل الجاد والفكر العملي كشركاء للنهضة، ومساهمين حقيقيين لديمومة الرخاء والحياة الكريمة لنا على أرضنا الطيبة.

----------------------------

جسر...

لقد تحول ظل الشجرة إلى تكنولوجيا افتراضية، لكن يبقى الهدف ذاته، وبالتعاون تبقى عُمان شامخة تُمكن السلام ومنارة للعلم والعلماء.

رأيي صواب يحتمل الخطأ.

الأكثر قراءة