المنذرية لـ"الرؤية": حضور برلماني فاعل للمرأة العمانية.. والتشريعات القائمة كفيلة بتمكينها

الرؤية - مريم البادية

أكَّدتْ المكرمة الدكتورة ريا بنت سالم المنذرية الأستاذة المشاركة بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس عضوة مجلس الدولة، أنَّ الاحتفاءَ بالمرأة العمانية يعزز مكانتها المجتمعية، ويحثها على البذل والعطاء، كما يؤكد أنها شريكة أساسية في مسيرة التنمية الوطنية.

وقالت المنذرية -في تصريحات لـ"الرؤية" بمناسبة ذكرى 17 أكتوبر- إنَّ المرأة العُمانية على مدار التاريخ عُرفت بتحمل المسؤولية وشراكتها الأساسية مع الرجل في كل ما يخص شؤون الحياة. وأضافت أنه بمرور الوقت؛ أخذ هذا الأمر يتصاعد، وتم تأطيره وتنظيمه بفتح مجالات لها أكثر اتساعا لتخدم وطنها من خلال مختلف الفرص الوظيفية. وتابعت قائلة إنَّه ونظرا لطبيعتها الصابرة الصامدة القادرة على إدارة شؤون أي مهمة توكل إليها؛ شرعت في استثمار الفرص المتاحة أمامها دون توانٍ أو تردد، بما هيَّأ لها كل سبل التقدم التي نراها عليها اليوم، بل أصبحت مثالا يُحتذى في العالم بأكمله؛ لتعدد مهامها الحياتية وتعدد نجاحاتها بالتالي في كل ما يرتقي بوطنها.

وذكرت المنذرية أنَّ الاحتفاء السنوي بالمرأة يحمل رسائل ضمنية راقية، تأخذ بيد مكانة المرأة وتمكينها للأمام، وتستحثُّ خطاها لبذل مزيد من الجهد؛ ذلك لأنَّ هذا الاحتفاء يعزز من أهمية دورها، ويؤكد أنها شريكة أساسية في مسيرة التنمية الوطنية بما يشعرها بقيمتها أكثر ويولد لديها الدافعية الأكبر للعطاء. وقالت: "لا شك أننا نلمس هذا الأمر في ظل تصاعد فرص التمكين المتاحة لها، وهذا الاهتمام الملحوظ بيوم المرأة العمانية الذي أصبح تظاهرة وطنية يحتفي بها الجميع من أقصى عُمان إلى أقصاها".

ومضت المنذرية قائلة إنَّ المرأة حاضرة حضورا فاعلا في المجال البرلماني، سواء كان في مجلس الدولة الذي تشرفت فيه بعض النساء بتكريمهن من خلال عضويتهن فيه، أو في المجالس المنتخبة كمجلس الشورى والمجالس البلدية التي حظيت فيها المرأة بثقة أبناء مجتمعها. لكنها استدركت بالقول: "نطمح لتصاعد النسبة الممثلة للمرأة في هذه المجالس على وجه التحديد، ومن المؤكد أن منحها مثل هذه الفرص وسّع من دائرة إسهاماتها الوطنية التي جعلتها تشارك في تأسيس المنظومة التشريعية وتطويرها، وأشعرها بأن دورها لا ينبغي أن يقف عند حد بعينه، بل هي قادرة على أن تصنع الفارق وتضع بصمتها الإيجابية أينما تكون". وأبرزت المنذرية حضور المرأة البرلمانية على المستوى الخارجي؛ حيث تشارك بنشاط في أعمال الاتحاد البرلماني الدولي؛ مثل: منتدى النساء البرلمانيات، وتمثيل المجموعة العربية في منتدى البرلمانيين الشباب.

وثمَّنت المنذرية تمثيل المرأة العمانية في مجلس الوزراء، وقالت إنَّ هذا التمثيل انعكاس للتوجه السامي للقيادة الحكيمة من أجل تمكين المرأة، ومنحها الحق في أن تشارك في عملية صنع القرار، وهذا بالتأكيد يعكس أيضا الثقة التي توليها الحكومة، ويعزِّز مبدأ الشراكة بينها وبين الرجل في مسيرة التنمية الوطنية؛ بما يجعل حراكها أكثر توهُّجا ليعرز من مكانتها ويوسع من دائرة تأثيرها على المستويين الوطني والدولي. وأشارت المنذرية إلى أن للمرأة أداءً ملموسًا في تولي زمام قيادة بعض الوزارات، وكانت ولا تزال وستظل حاضرة وجديرة بالثقة؛ لأن الفكر الراقي للقيادة الحكيمة يعزز باستمرار من مكانة المرأة ودورها الريادي في المهام القيادية.

وقالتْ الأستاذة المشاركة بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس عضو مجلس الدولة، إنَّه وبمجرد قراءة الواقع بشيء من الإنصاف فيما يخص تمكين المرأة؛ يوضح لنا أن للمرأة العمانية فرصا كثيرة هُيّئت لها ومكنتها من ممارسة دورها على أكمل وجه. ولم تغفل المنذرية الإشارة إلى بعض التحديات التي لا شك أنها حاضرة في أي مجتمع، غير أنها توضح أن تمكين المرأة في السلطنة فتح لها آفاقا أوسع لترتقي بذاتها وقدراتها وفكرها ووعيها وخبرتها لتصنع لنفسها أثرا مستداما لا يمكن أن ينكره أي مطلع على واقعنا الحاضر. وأكدت أن المرأة العُمانية معروفة منذ القدم بتحملها المسؤولية وعطاءاتها الواسعة، مشددة على استحالة تجاهل هذا التمكين العظيم الذي مُنحت إياه منذ بدء مسيرة النهضة وتجدَّد بتجدُّد هذه النهضة، إضافة لترسانة من القوانين والتشريعات التي تضمن هذه الحقوق وتصونها بما يليق بنساء عمان الكريمات.

تعليق عبر الفيس بوك