رغم منحنى التأييد المتصاعد لبايدن على حساب ترامب

"الولايات المتأرجحة" تُمسك عصا الحسم في الانتخابات الأمريكية

ترجمة - رنا عبدالحكيم

بدأت مُؤشرات جون بايدن في استطلاعات الرأي في هذه المرحلة من السباق الانتخابي، تأخذ منحنى تأييديًّا أكثر تصاعديَّة، ليس فقط مقارنة بما كانت عليه هيلاري كلينتون في انتخابات 2016 بأكملها، وإنما أفضل كذلك من باراك أوباما؛ حيث بلغت نسبة بايدن 51.5% لجميع استطلاعات الرأي، وفقًا لمتوسطات RCP -الموقع الإخباري السياسي الأمريكي ومجمع بيانات استطلاعات- فأوباما لم يصل أبدًا إلى 50% في مجموع استطلاعاته التي أدت لإعادة انتخابه في العام 2008.

وقالت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، إنه ووفقًا لموقع "FiveThirtyEight"، فإن ميزة بايدن في الاقتراع على المستوى الوطني الآن كبيرة جدًّا؛ لدرجة أنه من غير المتوقع أن تلعب الهيئة الانتخابية دورها، وفي حين أن احتمالية الفوز لا تتعلق بالانتخابات بقدر ما تتعلق بدقة الاقتراع، فإنَّ محاكاة الموقع التي تبلغ 40 ألفًا جعلت بايدن يفوز في 87% من الوقت، وغالبًا ما يكون بأكثر من 400 صوت انتخابي.

الصحيفة البريطانية عقبت على ذلك بقولها: إنَّ سحب أرنب التصويت الانتخابي من القبعة، مثلما حدث في العام 2016، عندما خسر ترامب التصويت الشعبي أمام هيلاري كلينتون بنحو ثلاثة ملايين، هو الطريق الوحيد المعقول لترامب لتحقيق النصر.. مضيفةً بأنه واعتبارًا من 14 أكتوبر، خصصت الخريطة في RealClearPolitics 197 صوتًا انتخابيًا من أصل 270 صوتًا مطلوبًا لعدم وجود مرشح، نظرًا لأن ميزة الاقتراع ليست حاسمة بما يكفي لإخراجها من فئة "الإلغاء" هذه. ومن الواضح أن بايدن لديه 216 صوتًا في عموده مقارنة بـ125 فقط لترامب.

كما أنَّ هناك نقطتان في غاية الأهمية؛ أولاهما: أن بايدن قد حصل على حصة أعلى من التصويت الآن مما كانت عليه في نهاية الدورتين السابقتين، وفقًا لبيانات RCP التاريخية. وتميل الولايات المتأرجحة إلى الانقسام بشكل قاطع لمرشح واحد، بمعدل 80% منذ العام 2008. إذا ثبت أن هذا المتوسط صحيح بالنسبة لبايدن، فإنه سيفوز بنحو 375 صوتًا انتخابيًّا. ولكن إذا نجح ترامب في جعل هذه الولايات تتأرجح بهذا المعدل المتوسط، فسوف يتجاوز (بالكاد) عتبة النصر (تحقيق حوالي 280 صوتًا انتخابيًا متوقعًا).

ويُشير الاقتراع الحالي في الولايات المتأرجحة إلى أن بايدن من المرجح أن يحصل على نصيب الأسد من هذه الأصوات الانتخابية العامة؛ حيث يستقطب نائب الرئيس السابق 48.7% من العينة في الولايات المتأرجحة مقارنة بـ44.2% فقط لكلينتون في العام 2016. وبالاقتران مع حصة ترامب، فإن الناخبين المترددين / الأطراف الثالثة هذه الدورة هم أقل من نصف (6.2 نقطة)، وأنَّ المجموع في نهاية الدورة الأخيرة (12.5 نقطة)، وهو ما يترك لترامب عددًا أقل بكثير من الناخبين الذين يمكن إقناعهم بما هو مطلوب للإطاحة بايدن.

ولجعل الولايات المتأرجحة -وبالتالي الانتخابات- فرصة حقيقية، سيحتاج ترامب إلى الفوز بأربعة من كل خمسة من الناخبين الذين لا يلتزمون حاليًا بأي من المرشحين. وهذا يتجاوز بكثير نسبة 57% التي فاز بها في الدورة الماضية عندما كان مرشح "التغيير"، مقابل المرشح الحالي الذي هو عليه اليوم.

تعليق عبر الفيس بوك