نقطة إيجابية لـ"كورونا".. 8.8% تراجعا بانبعاثات الكربون في العالم

ترجمة - رنا عبدالحكيم

تراجعتْ نسبة الانبعاثات العالمية بنحو 8.8% في النصف الأول من العام، بفضل القيود المفروضة على الحركة والنشاط الاقتصادي، تحت وطأة جائحة فيروس كورونا، مما يعد نقطة إيجابية ضمن سيل من السلبيات التي تفرزها الجائحة كل لحظة.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أدت عمليات الإغلاق المختلفة في جميع أنحاء العالم والركود الاقتصادي اللاحق إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1.6 مليار طن من يناير إلى يونيو، وهو ما يعادل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في المملكة المتحدة في السنوات الثلاث الماضية.

واستندت الدراسة المنشورة في مجلة "نايتشر كوميونيكاشنز" إلى تحليل أجراه أكثر من 40 عالمًا لبيانات الوقت الفعلي بما في ذلك استهلاك الكهرباء ومعلومات الطيران والإنتاج الصناعي.

وقال هانز يواكيم شيلنهوبر المدير الفخري لمعهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ ومؤلف البحث: "هذا أكثر دراماتيكية من الأزمة المالية". وأضاف "إنها تخفيضات في زمن الحرب، وهي لا مثيل لها في الفترة التي لدينا فيها بيانات معقولة".

وانعكس الانخفاض في الانبعاثات في انكماش هائل في الناتج الاقتصادي العالمي، والذي من المتوقع أن ينخفض ​​بنسبة 4.4% هذا العام، وفقًا لصندوق النقد الدولي، وهو الأسوأ منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات.

ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن الانبعاثات بدأت في الارتفاع من مستويات الإغلاق، خاصة في الصين، والتي خففت القيود في وقت أبكر بكثير مما فعلت أوروبا والولايات المتحدة. وخلال شهري يوليو وأغسطس، كانت انبعاثات الصين أعلى بنسبة 2.7% عن نفس الفترة من العام الماضي، حيث عاد النشاط الاقتصادي الطبيعي.

وفي المملكة المتحدة، وصلت الانبعاثات خلال شهري يوليو وأغسطس إلى نسبة أقل بنحو 1% فقط من مستويات العام السابق، بينما كانت الانبعاثات في الولايات المتحدة أقل بنسبة 11.6% من المعتاد خلال تلك الفترة.

وجاء أكبر انخفاض في الانبعاثات خلال النصف الأول من العام من النقل البري والطيران، في حين شهد استخدام الطاقة المنزلية زيادة طفيفة جدًا أثناء الإغلاق حيث بقي المزيد من الأشخاص في المنزل.

وبشكل عام، انخفض استخدام الطاقة في النصف الأول من العام؛ حيث حذرت وكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع من أن الآثار طويلة المدى للوباء ستؤدي إلى أبطأ عقد من نمو الطلب على الطاقة في جميع أنحاء العالم منذ الثلاثينيات. لكن وعلى الرغم من انخفاض الانبعاثات، قال العلماء إنه من غير المرجح أن يُحدث ذلك فارقًا في ارتفاع درجات الحرارة على المدى الطويل على كوكب الأرض، والتي ارتفعت درجة حرارتها بنحو 1 درجة مئوية خلال القرن الماضي.

وتعهد عدد متزايد من الدول بخفض الانبعاثات إلى ما يقرب من الصفر بحلول منتصف القرن، في محاولة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ما دون درجتين مئويتين، وهو هدف اتفاقية باريس للمناخ.

تعليق عبر الفيس بوك