جادك الغيث إذا الغيث همى يا حصن الفليج

د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي *

دُشن في عام 1999 حصن الفليج كأول أثر تاريخي فريد من نوعه في المنطقة حيث تمَّ تأهيله كمسرح عالمي مفتوح وتولى حينذاك سعادة محسن بن خميس البلوشي وكيل وزارة التجارة والصناعة للسياحة مشروع إعداد وتأهيل هذا الصرح واحتُفل بولاية بركاء بهذا الحدث الذي احتضن على مدى 11 عاماً فعاليات عالمية استقطبت إليه قامات الدراما والمسرح والثقافة والفنون المُتنوعة من شتى بقاع العالم وأخذت الفرق الموسيقية والمسرحية تتهافت لتعرض أعمالها على خشبة مسرح هذا الحصن العظيم.

إذ للحصن تاريخ شيق وجميل فمنذ أن تمَّ بناؤه وتشييده في عهد السيد سلطان بن أحمد الذي اتخذه مقرًا له لعدة سنوات تواتر عليه العديد من السلاطين السابقين حيث كان مهداً ومقراً للعديد منهم.

إلا أنَّه وللأسف منذ حوالي عقد من الزمان تمَّ تجميد نشاط هذا الصرح العريق الثقافي والتراثي والسياحي أي منذ عام 2011.

والآن بعد مرور هذه السنوات فقد حان وقت إعادة الحياة إليه من جديد، فلديه من التجهيزات الأساسية ما يمكنه من أن يكون منارة ثقافية عالمية كسابق عهده.

 قد يعلق البعض قائلاً إنَّ دار الأوبرا السلطانية في مسقط تقوم بنفس المهام والأدوار أو أن هناك تشارك في بعض الأنشطة إلا أن الموقع الجغرافي للحصن وتاريخه وسهولة الوصول إليه من العديد من المحافظات القريبة منه تعزز من أهمية تفعيله مرة أخرى وتمييزه، فسوف يعمل إحياؤه على نشر شعاعه الثقافي والفنى لباقي المحافظات.

ومع وجود الطريق السريع سيكون من السهولة الوصول إليه بلا عناء، أما موقعه فهو فريد من نوعه حيث يحفه الهدوء الذي يعم المنطقة المحيطة بالحصن ويجعله موقعًا مثالياً لفعاليات الهواء الطلق الفنية.

 ولحصن الفليج وقع جميل على قلوب وأرواح العديد فهو جزء من تاريخ هذا الوطن وتفوح من بين أروقته روائح التاريخ الجميلة وذكرياته العبقة.

 لقد كان للشهور من أكتوبر إلى مارس من كل عام وقع وصدى على النفوس التي كانت تتلهف لحضور فعالياته.

لتتشارك جهود وزارة التراث والسياحة ووزارة الثقافة والرياضة والشباب لأحياء أنشطة هذا الحصن من جديد ومن المؤكد أنه سينعش جوانب اجتماعية واقتصادية مُحيطة به.

فمتى تعود تلك الأيام، وكما قال الشاعر/ لسان الدين محمد الخطيب:

جادك الغيث إذا الغيث همى/ يا زمان الوصل بالأندلس.

ونحن نقول:

 جادك الغيث إذا الغيث همى/ يا زمان الوصل بالفليج.

* متخصص في الإعلام السياحي

الأكثر قراءة