أحلام مُعلقة وحدود مُغلقة

"كورونا" يدفع 40% من الشباب العربي إلى الهجرة

ترجمة - رنا عبدالحكيم

أظهرَ استطلاعٌ للرأي أنَّ اثنين من كل 5 شباب عرب يُفكِّرون في الهجرة؛ جرَّاء ضعف الآفاق الاقتصادية نتيجة تفشِّي جائحة فيروس كورونا.

ووجد "استطلاع رأي الشباب العربي" لهذا العام، الذي نشرته مجلة "فايننشال تايمز" البريطانية، أنَّ 15% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا كانوا يحاولون بنشاط الهجرة، بينما قال 27% إنهم فكروا في المغادرة، مدفوعين بالعوامل الاقتصادية والفساد، وكانت هذه هي السنة الأولى التي سُئل فيها المستهدفون بالاستطلاع عن الهجرة.

وقال جهاد أزعور المدير الإقليمي لصندوق النقد الدولي، في مقال مرفق بالدراسة الاستقصائية التي شملت 4000 شخص في 17 دولة: "إن جائحة كوفيد 19 تجلب حالة من عدم اليقين غير المسبوقة". مضيفاً: "نشهد تباطؤًا سريعًا في النشاط الاقتصادي. ومن المتوقع أيضًا أن يؤدي التراجع الاقتصادي إلى تفاقم التحديات الإنسانية وتحديات اللاجئين الكبيرة بالفعل التي تواجهها البلدان المتأثرة بالصراعات".

وتضمُّ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واحدة من أصغر السكان في العالم، مع ارتفاع معدل البطالة، إلا أنَّ الرغبة في الهجرة أعلى في المناطق التي تعاني من صراع، بما في ذلك ما يقرب من ثلثي أولئك الذين شملهم الاستطلاع في بلاد الشام ونصفهم من شمال إفريقيا. كما ارتفعت الهجرة المحتملة بشكل خاص في لبنان، حيث تفاقمت الأزمة الاقتصادية وأزمة الحكومة بسبب انفجار بيروت المدمر في أغسطس.

وقالَ أكثرُ من ثلاثة أرباع الشباب اللبنانيين إنَّهم كانوا يحاولون المغادرة أو فكروا في القيام بذلك، ففي ليبيا واليمن والعراق، أجاب حوالي الثلثين بالمثل، فيما قال ثُلث الشباب إن فيروس كورونا جعلهم أكثر عرضة للهجرة. ووجد المسح أنَّ الإمارات العربية المتحدة هي الدولة التي يرغب معظم الشباب العربي في العيش فيها، تليها الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وألمانيا.

وتترافق الرغبة في ترك الوطن مع تصاعُد الاضطرابات السياسية؛ حيث وَجَد الاستطلاع -الذي أجرته وكالة الاتصالات "Asda'a BCW"- دعمًا قويًا للاحتجاجات التي أدت العام الماضي إلى إزاحة القادة في الجزائر ولبنان والعراق والسودان، بعد 8 سنوات من إطاحة الربيع العربي بأربعة طغاة.

ويتوقع الكثير مزيدًا من الاضطرابات؛ حيث إنَّ 86% من المشاركين في ليبيا، وأكثر من نصف هؤلاء في تونس، و40% من المصريين، يعتقدون أنَّ الاحتجاجات يمكن أن تحدث خلال العام المقبل. ووفقًا لـ40% يقع اللوم على الفساد، يليه 29% ممن يعتبرون الافتقار إلى الوظائف الجيدة هو العامل المحفز الرئيسي لعدم الاستقرار.

إلى ذلك، تُظهر بيانات البنك الدولي أنَّ بطالة الشباب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا البالغة 27% تقترب من ضعف المتوسط العالمي. ووجد الاستطلاع أن 87% أعربوا عن مخاوفهم بشأن البطالة، حيث أعرب أكثر من النصف عن عدم ثقتهم في قدرة الحكومة على التعامل مع هذه القضية.

وقال أزعور إنَّه يُمكن العثور على ملاحظة إيجابية في الاهتمام المتزايد بين الشباب العرب بالوظائف غير التقليدية، مع انخفاض أعداد الباحثين عن وظائف حكومية مقارنة بالعام 2019. وكان المزيد يسعون أيضًا لإنشاء مشاريعهم الخاصة واحتضان الثورة الرقمية.

تعليق عبر الفيس بوك