كاليدونيا الجديدة تصوت بـ"لا" في الاستقلال عن فرنسا

باريس - رويترز

أشارت نتائج جزئية لاستفتاء على استقلال أرخبيل كاليدونيا الجديدة في جنوب المحيط الهادي إلى تقدم الأصوات الرافضة للانفصال عن فرنسا التي تحكم المنطقة منذ نحو 170 عاما.

وأظهرت النتائج التي أصدرتها وزارة "أراضي ما وراء البحار" في فرنسا أن الرافضين للانفصال يمثلون نسبة 54.8% مع فرز الأصوات من 249 من أصل 304 مركز اقتراع ، أظهرت النتائج الجزئية أن المعسكر "لا" يتقدم من التأييد ويتوسع في تقدمه حيث جاءت النتائج من العاصمة نوميا ، التي كانت تقليديًا معقلًا للولاء لباريس. وإذا تم تأكيد التصويت بـ "لا" ، فستكون هذه المحاولة الفاشلة الثانية من قبل مؤيدي الاستقلال للحصول على السيادة الكاملة في العامين الماضيين.

بينما في حالة الموافقة على الانفصال، فإن فرنسا كانت ستخسر أهم أراضيها في المحيط الهادي، وكان من شأن ذلك التأثير على كبرياء القوة الاستعمارية السابقة التي امتد نفوذها يوما إلى منطقة البحر الكاريبي وأجزاء كبيرة من أفريقيا وآسيا والمحيط الهادي.

ويتزامن الاستفتاء مع إعادة التشكيل الجيوسياسي في المحيط الهادي، حيث تعمل الصين على توسيع نفوذها على حساب الأطراف الغربية التقليدية، وأشار مكتب المفوض السامي للجمهورية في كاليدونيا الجديدة إلى أن نسبة المشاركة في التصويت بلغت 79.63 في المئة حتى وقت متأخر من اليوم الأحد (بالتوقيت المحلي).

وسجلت السلطات ما يربو على 180 ألفا ممن يسكنون كاليدونيا الجديدة منذ فترة طويلة للتصويت بنعم أو لا على السؤال التالي "هل تريد أن تحصل كاليدونيا الجديدة على سيادتها الكاملة وتصبح مستقلة؟"

وتبحث كاليدونيا الجديدة مسألة إنهاء الاستعمار منذ عقود. وفي عام 2018، صوتت ضد الانفصال عن فرنسا، والاستفتاء جزء من اتفاقية نوميا لعام 1998 التي وقعتها فرنسا وجبهة الكاناك والتحرير الوطني الاشتراكي والزعماء المناهضون للاستقلال.

وكاليدونيا الجديدة سلسلة جزر تقع على بعد 1200 كيلومتر شرقي أستراليا وتبعد 20 ألف كيلومتر عن باريس وتتمتع بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي لكنها تعتمد بشكل كبير على فرنسا في أمور مثل الدفاع والتعليم، ويعتمد اقتصادها على دعم فرنسي سنوي يبلغ نحو 1.3 مليار يورو (1.5 مليار دولار) ورواسب النيكل التي تقدر بنحو 25 في المئة من الإجمالي العالمي وكذلك السياحة.

تعليق عبر الفيس بوك