ترجمة - رنا عبدالحكيم
تَسَاءل تقريرٌ حول ما إذا كانت إصابة الرئيس الأمريكي دونالد وميلانيا ترامب بفيروس كورنا (كوفيد 19)، قبل أربعة أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية، سيكون لها تأثيرها المهم على الحملة الرئاسية؟ وذهب لأبعد من ذلك بأن خبر الإصابة يجب أن يكون مخيفًا لهما ولعائلاتهم، حيث ظلَّ الصحفيون السياسيون يتكهنون حول مفاجأة أكتوبر منذ شهور "والآن لدينا واحدة مدوية".
وقال التقرير -الذي أعدته ونشرته مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية- إنَّ أحد الاحتمالات التي يجب مراعاتها هو أنَّ الرئيس على ما يرام، حيث يخضع للحجر الصحي لمدة عشرة أيام، ويتلقَّى الرعاية التي يحتاجها من مستشفى والتر ريد العسكري في بيثيسدا بولاية ماريلاند، والذي تمَّ نقله إليه "بدافع من الحذر الشديد" - وفقًا للبيت الأبيض.. وتابع تقرير المجلة بأنه لا يتعجب من أنَّ يخرج الرئيس الأمريكي في منتصف أكتوبر ليقول: "كما تروا، أخبرتكم طوال الوقت أن الفيروس لم يكن مشكلة كبيرة".
وعلَّقت المجلة بأنَّ "حتى هذا السيناريو المتفائل، مع ذلك، ليس جيدًا للرئيس من الناحية السياسية". فحتى إذا تلقى تعاطفًا في استطلاعات الرأي، فمن المحتمل أن يكون مدى هذا التعاطف صغيرا؛ إذ لا يزال يتخلف بفارق سبع نقاط عن جو بايدن في متوسط استطلاعات الرأي الصادرة عن المجلة، والتي رأت أنه من الممكن أن تمنحه فرصة واحدة من كل عشرة للفوز في الانتخابات.. إلا أنه استدركت بأنه وبحلول الوقت الذي سيخرج فيه ترامب من الحجر الصحي، متوقع أن لا يكون هناك متسع من الوقت له لتعويض العجز في أرقام الاستطلاع.
وفي المناظرة الرئاسية الأولى مساء الثلاثاء الماضي، قال ترامب إنه كان يرتدي الكمامة عندما يحتاج إلى ذلك، ثم سخر من بايدن لإصراره على ارتداء الكمامة في جميع الأوقات. وادَّعى لاحقًا أن نهاية الوباء باتت وشيكة. وبالمقابل، ظل البيت الأبيض يصر دائمًا على أن ترامب ليس بحاجة إلى ارتداء كمامة لأنه يتم اختباره والأشخاص من حوله باستمرار.
تقرير "ذي إيكونوميست" يرى أنَّ هناك سيناريو ثانيا؛ وهو أن يصبح مرض ترامب خطيرًا، كما حدث لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في أبريل، خصوصاً وأن ترامب ذكر، وكبير في السن حيث يبلغ من العمر 74 عامًا، ومؤشر كتلة الجسم لديه (BMI) يزيد على 30 أي لديه سمنة. وإنه وإن كان يستطيع حتى الآن إدارة أعماله، إلا أنه إذا عجز عن ذلك مؤقتًا، فيمكن أن يتولى مايك بنس نائب الرئيس مهامه بموجب التعديل الخامس والعشرين للدستور، والذي تم التصديق عليه بعد اغتيال جون كينيدي.
السيناريو الثالث والأخير والذي قد يكون -من وجهة نظر المجلة- أكثر إثارة للدهشة، بل قد يقلب هذه الانتخابات رأسًا على عقب، وهو أنْه من الآن وحتى 3 نوفمبر قد يتعافى ترامب، ويمرض بايدن قبل يوم الانتخابات.
لكنها قالت إنَّ هذا يبدو غير قابل للتصديق. فبايدن -الذي أمضى 90 دقيقة ليلة الثلاثاء على بعد أمتار قليلة من الرئيس في مناظرة تليفزيونية "سيئة"- جاءت نتيجة اختباره سلبية، ولكن بعد أسبوع مذهل آخر، قد يتساءل الأمريكيون عما يمكن أن تظهره هذه الحملة بعد ذلك.. فهل تؤجل الانتخابات الأمريكية؟ سنرى.