الرئيس الأمريكي لم يدفع سنتا واحدا خلال 11 عاما

"ضرائب ترامب".. كرات اللهب تتزايد على طريق الولاية الثانية!

"الضربة القاصمة" تأتي عشية أول مناظرة رئاسية أمام جو بايدن

 

750 دولارا فقط.. آخر فاتورة ضريبية دفعها ترامب!

ترجمة- رنا عبدالحكيم

سيلٌ من الاتهامات المُتبادلة، تتزايد يوميًّا حدتها وواشنطن في طريقها نحو 3 نوفمبر كموعد لانتخابات رئاسية هي الأكثر جدلا على الإطلاق، ما بين اتهامات يكيلها دونالد ترامب للوافقين في الجهة المقابلة من ترشُّحِه، وأخرى مُوجَّهة لذاته من المنتظرين خروجه من البيت الأبيض.. بَيد أن هذه الأخيرة تظل دومًا هي الأقسَى والأشد تأثيرًا في إضعاف فرصه في ولاية أخرى؛ ولقد مثَّل نشر سجلات ضرائب الرئيس الأمريكي من قبل صحيفة "نيويورك تايمز"، واحدة من أكبر القذائف التي ضربت حملته الانتخابية للعام 2020، والتي تعرضت بالفعل لسلسلة من الفضائح، ونزاع مرير حول ترشيح المحكمة العليا، ووباء أصيب فيه 7 ملايين أمريكي، ومات منهم أكثر من 200000.

وفي تحليل لها، قالت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية إنه لطالما كانت ضرائب الرئيس بمثابة الحوت الأبيض العظيم للصحفيين السياسيين في أمريكا، وكذلك المدعين العامين الحريصين على العثور على أدلة على ارتكاب مخالفات.. وأنَّ الديمقراطيين كانوا الأشد حرصًا للاستيلاء عليها كعصا لتغيير قواعد اللعبة.

ويبدو أن "التايمز"، بتقريرها الصادم، قد فازت بالسباق.. فبنشرها لتفاصيل من الوثائق يمكن أن يرسل موجات من الصدمة خلال الحملة؛ حيث يلوح في الأفق المناظرة الأولى الرئيسية بين ترامب والمنافس جو بايدن في أوهايو، مساء اليوم الثلاثاء.

وكانت السجلات المنشورة قد ذكرت أنَّ ترامب لم يدفع ضرائب الدخل الفيدرالية خلال 11 عامًا من 18 عامًا نظرت فيها الصحيفة. وفي العام 2017، بعد أن أصبح رئيسًا، كانت فاتورته الضريبية 750 دولارًا فقط. رغم اعتراض ترامب في كثير من الأحيان على الضرائب في أمريكا وإطلاقه لسلسلة من التخفيضات الضريبية التي يقول النقاد إنها تساعد في الغالب الشركات الغنية والشركات الكبيرة.

ويُشارك ترامب في عملية تدقيق استمرَّت عقدًا من الزمان مع دائرة الإيرادات الداخلية بشأن استرداد ضرائب بقيمة 72.9 مليون دولار حسب ادعائه واستلمها بعد إعلان خسائر فادحة، وذكرت "التايمز" أنَّ إصدار حكم ضده قد يكلفه أكثر من 100 مليون دولار.

وقالت الصحيفة كذلك إنه يبدو أن الابنة الكبرى للرئيس -أثناء عملها كموظفة في شركة ترامب- قد تلقت "رسوما استشارية" ساعدت في خفض فاتورة ضرائب الأسرة. ومثل هذا الكشف قد يؤدي لتلطيخ سمعة إيفانكا المتزوجة من جاريد كوشنر المستشار الكبير في البيت الأبيض ، والتي غالبًا ما تحاول أن تنأى بنفسها عن بعض أكبر الفضائح في إدارة والدها.

وذكرت صحيفة "التايمز": "تُظهر سجلات ترامب الخاصة أن شركته دفعت ذات مرة 747,622 دولارًا كرسوم لمستشار لم تذكر اسمه لمشاريع فندقية في هاواي وفانكوفر، كولومبيا البريطانية. وتُظهر نماذج الإفصاح العلني الخاصة بإيفانكا ترامب -التي قدمتها عند انضمامها إلى موظفي البيت الأبيض في عام 2017- أنَّها تلقت مبلغًا مماثلًا من خلال شركة استشارية كانت تمتلكها.

وكانت الصحيفة الأمريكية قاسية في تقييمها لأعمال ترامب، والتي غالبًا ما يتباهى بها والتي سعى على خلفية ذلك إلى الترويج لصورة منسقة بعناية كرجل أعمال ماهر. وقالت الصحيفة: "الشركات الأساسية لترامب -من كوكبة ملاعب الجولف الخاصة به إلى فندقه المحافظ في واشنطن- أفادت بأنها تخسر ملايين، إن لم يكن عشرات الملايين، من الدولارات عاما بعد عام.

ويُواجه ترامب فاتورة مالية كبيرة؛ حيث ستأتي قروض بمئات الملايين من الدولارات خلال السنوات الأربعة المقبلة، وذكرت الصحيفة أنَّ ترامب في التسعينيات كاد أن يدمر نفسه من خلال ضمانه شخصيا لقروض بمئات الملايين من الدولارات، ومنذ ذلك الحين قال إنه نادم على ذلك. وتظهر سجلات ضرائبه أنه اتخذ نفس الخطوة مرة أخرى.

ويتَّضح من تقرير "التايمز" حول إقراراته الضريبية أن أعمال ترامب قد استفادت بالفعل من حياته السياسية، وذكرت الصحيفة، قبل أن تذكر بالتفصيل الأموال المدفوعة في منزله: "منذ أن أصبح مرشحًا رئاسيًا بارزًا، تلقى مبالغ كبيرة من جماعات الضغط والسياسيين والمسؤولين الأجانب الذين يدفعون مقابل الإقامة في ممتلكاته أو الانضمام إلى نواديه".

تعليق عبر الفيس بوك