هيكلة القطاع الرياضي والشبابي

مُحمَّد العليان

أصبح من الضروري، وفي ظل التوجهات ورؤية عُمان 2040م، والتطلعات للنهضة المتجددة، وكقطاع مهم جدًّا فيه نسبة تُمثل أكثر من نصف السكان للسلطنة وللمجتمع بصفة خاصة، أن يتم هيكلة القطاع الرياضي والشبابي، ليُواكب التطلعات والأمنيات لقطاع حيوي جديد حاله كحال القطاعات الأخرى بأن يرفد ميزانية الدولة، على أن يكون شعاره الرياضة صناعة.

وهيكلة القطاع الرياضي والشبابي أصبحت ضرورة ملحة، وتغيير مفهوم الرياضة السابق بأن الرياضة للجميع، وأن الشباب هم ثروة الوطن التي لا تنضب، ويجب أن يمكن هذا القطاع ليؤدي رسالته في بيئة نظيفة وصحية في كل المجالات والأنشطة المختلفة والابتكارات والاختراعات واحتضان المواهب والمتميزين، وتوفير كل الإمكانيات لهم، لابد من خلق بيئة ومفهوم جديد لهذا القطاع الحيوي عن المفهوم السابق الذي كان يُدار به، بمفهوم عملي جديد على أن يكون هذا القطاع مصدرَ دخل لكل الرياضة.

وأوَّل هيكلة هذا القطاع هو التغيير والتجديد في القوانين والتشريعات والأنظمة له ليخدم الرياضة والشباب، وليس كما كانت معظم التشريعات تخدم أشخاصا فقط، وكذلك يجب هيكلة الأندية من جديد؛ سواء في البنية الأساسية التي تحتاجها واكتمالها لتحتضن الشباب والرياضيين بكافة ميولهم وهواياتهم لتكون الحضن والملاذ للرياضيين في جو صحي، لتؤدي رسالتها كاملة في كل المناشط والفعاليات ولا تقتصروا اهتمامها على فعالية أو 3 فقط، وأيضا يجب وضع إستراتيجية وخطة واضحة لكل الأندية والاتحادات الرياضية في كل سنة، على أن تنفذها وبشكل كامل وواضح، وإتاحة ممارسة الرياضة كحق من حقوق كل فرد من صغير إلى كبير، وتشجيعهم للرياضة، وأيضا يجب إعادة النظر في الدعم المقدم، خاصة للأندية، ومراجعته، وفي ما يُصرف، والعدل في الدعم وليس المساواة، والدعم يكون للنادي المتميز، دعم الاستثمار نحو التوجه إليه شيء مهم لهذا القطاع، وإيجاد عوائد مالية تساعد على تطويره، كذلك إنشاء مشروع خاص بالمواهب الرياضية والشبابية، ورعاية هذا المشروع، وأن يكون مباشرا وتحتضنه الوزارة وتحت رعايتها، إضافة لإنشاء مراكز رياضة في كل ولاية لكي نطبق شعار "الرياضة للجميع"، إضافة لأماكن لرياضة المشي في كل ولايات السلطنة كمشروع رياضي صحي للجميع، وتخصيص الأندية وإعادة النظر في الدمج إذا كان يلبي الرؤية، وتطوير القطاع الرياضي، لكن بشرط إنشاء أندية متخصصة في كل الولايات.

حان الوقت للتجديد والتحديث والتطوير لهذا القطاع، والخروج من عباءة الماضي وضخ دماء شابة متخصِّصة ومتحمسة للعمل من الدارسين والمتخصصين في العمل الرياضي من شباب الوطن، وإزاحة العقليات والأفكار السابقة بعقليات وبفكر وثقافة جديدة نحو التطوير والتحديث والتجديد، والإعلام يعتبر ركيزة أساسية في تطوير هذا القطاع؛ فيجب الاهتمام به وتطويره ليؤدي رسالته عى أكمل وجه من إنشاء برامج جديدة وحديثه تناقش وتحدِّد الخطأ في كل أمور الرياضة من قناة فضائية وغيرها من الأدوات الإعلامية، والتطوُّر لهذا القطاع الشبابي يتطلب عقولا تتجاوز الواقع، وكلنا أمل في صاحب السمو السيد ذي اليزن بن طارق في وجوده على رأس هرم الوزارة المعنية بهذا القطاع، والذي سيعطيه جرعات كبيرة من التفاؤل بمستقبل رياضي شبابي يحقق أمل وحلم وأمنيات الجميع.