دراسة بريطانية تستهدف تحديد مدة بقاء "كورونا" في الهواء

ترجمة - رنا عبدالحكيم

إلى متى يُمكن لفيروس كورونا البقاء على قيد الحياة في جزيئات الهواء الجوي الصغيرة التي نزفرها؟ سؤال يسعى الآن علماء بريطانيون للإجابة عنه.

فبحسب ما نشرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، يعكُف مجموعة من الباحثين على إجراء دراسة في مختبر شديد الحراسة بالقرب من بريستول. وسيبدأ العلماء، غدا الإثنين، إطلاق قطيرات صغيرة من "كوفيد 19" الحي، وتحليقهم بين حلقتين كهربائيتين، لاختبار المدة التي يظل فيها الفيروس المحمول جوًّا مُعدِيًا في ظل ظروف بيئية مختلفة.

وقال البروفيسور دينيس دورلي من إمبريال كوليدج لندن، والذي لم يشارك في البحث: "إنه سؤال مهم للغاية... فثمَّة اهتمام كبير بما يمكن أن يتطلبه الأمر للتخفيف من مخاطر العدوى في الأماكن المغلقة؛ من حيث التهوية الطبيعية المحسنة، أو أنظمة تنقية الهواء، أو إضاءة الأشعة فوق البنفسجية، لكن هذا كله يعتمد على معرفة مقدار الفيروس القابل للحياة لا يزال معلقًا في الهواء".

وحتى الآن، كان من المُتوقع أن ينتقل "كوفيد 19" في الغالب عن طريق الرذاذ التنفسي، الذي ينتج عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس أو يغني أو يتحدث أو يتنفس. ويسقط هذا الرذاذ بسرعة على الأرض؛ مما يوفر سببًا منطقيًّا وراء "قاعدة المترين" للتباعد الاجتماعي.

ومع ذلك، هناك إجماع متزايد بين الخبراء على أن الفيروس قد يبقى في قطرات أصغر تسمى "الهباء الجوي"، والتي يُمكن أن تنتقل لمسافات أكبر في التيارات الهوائية، وتتراكم في أماكن سيئة التهوية. ويستند هذا الشك إلى حد كبير على تفشي المرض في المطاعم وأماكن أخرى؛ حيث أصيب الأشخاص بالفيروس على الرغم من بعدهم عن الشخص المصاب.

وقال البروفيسور جوناثان ريد من جامعة بريستول الذي يقود الفريق الجديد، إنَّه تم أيضًا اكتشاف المواد الجينية من الفيروس في عينات الهواء من غرف سيئة التهوية، مثل مراحيض المستشفيات، لكن لم يتعرف أحد بعد على الفيروس المعدي الحي في عينات الهواء. وأضاف: "نعلم أنه عندما تنتقل البكتيريا أو الفيروسات جوًا في قطرات الجهاز التنفسي، فإنها تجف بسرعة كبيرة، ويمكن أن تفقد قابليتها للحياة؛ لذا فهذه خطوة مهمة يجب فهمها عند تقييم دور انتقال الفيروس عبر الهواء في كوفيد 19".

وطور باحثو جامعة بريستول جهازًا يسمح لهم بتوليد أي عدد من الجسيمات الدقيقة المحتوية على فيروسات -غير مرئية بالعين المجردة- ورفعها برفق بين حلقتين كهربائيتين لأي شيء من ثوانٍ إلى ساعات إلى أيام. ويتم التحكم بشدة في درجة الحرارة والرطوبة وشدة ضوء الأشعة فوق البنفسجية للهواء المحيط، كما يمكن التلاعب بها لتكرار سيناريوهات مختلفة في العالم الحقيقي.

وقال ألين هادريل الكيميائي بجامعة بريستول الذي صمَّم الجهاز: "يمكننا محاكاة شتاء بريطاني بارد ورطب، أو حتى صيف حار وجاف في المملكة العربية السعودية، للنظر في كيفية تأثير هذه الاختلافات في الظروف البيئية على المدة التي يظل فيها الفيروس معديًا أثناء تعليقه في الهواء".

وستبدأ التجربة، غدًا الاثنين، ومن المتوقع الحصول على نتائج أولية بحلول نهاية الأسبوع. وقال ريد إنَّ هذه النتائج ستكون متاحة لواضعي السياسات وستقدم لمراجعة الزملاء في المجلات العلمية.

تعليق عبر الفيس بوك