"كورونا" ومهارات القرن الحادي والعشرين

 

لهية حمد القريني

Lahiya21255@gmail.com

يعيشُ العالم في القرن الحادي والعشرين المتميز بظهور الثورة التكنولوجية فيه، كأحد أساسيات هذا القرن، الذي أصبح فيه فرضٌ علينا تغير أدوارنا على جميع المستويات؛ بدءاً بالمستوى الشخصي إلى العائلي إلى المجتمعي إلى الوطني إلى العالمي والوظيفي أيضا؛ من أجل القدرة على مواكبة تطورات هذا العصر، والعيش فيه كما نريد، وتأتي مهارات القرن الحادي والعشرين لتساعدنا في تحقيق حياة أفضل حسب متطلبات هذا القرن، وتعرف بأنها: مجموعة المهارات والقدرات اللازمة للنجاح والعمل في القرن الحادي والعشرين؛ مثل: مهارات التعلم والابتكار، والثقافة المعلوماتية والإعلامية والتكنولوجية، ومهارات الحياة والعمل. وتأتي مهارات المعلومات ووسائل الإعلام والتكنولوجيا في رأس الهرم لأهميتها في هذا الوقت، وهي تشمل: مهارات الوعي المعلوماتي والثقافة المعلوماتية، أي المعرفة الخاصة بالمعلومات والوسائط (توظيف التكنولوجيا)، ويقصد بها أيضاً تحليل المعلومات والوصول إليها وإدارتها ودمجها وتقييمها وإنشائها في صور مختلفة من الأشكال والوسائط. أي المهارات المرتبطة باستخدام وتوظيف أدوات التكنولوجيا، ومهارات الاتصال ويقصد بها فهم وإدارة وإنشاء اتصال شفهي وكتابي ومتعدد الوسائط يتميز بالفاعلية على هيئة أشكال متعددة وفي سياقات متعددة.

ويأتي فيروس كورونا في ظاهره مشكلة صحية ووباء مرضي وفي باطنه منبه أو جرس إنذار إلى تفعيل العالم التكنولوجي في عصره؛ حيث تأتي التقنية لتقدِّم لنا حلولها المميزة والواسعة في الاتصال والتواصل الفعال باستخدامها في إنجاز أعمالنا المختلفة، تأتي لتقول لنا اجلسوا في أماكنكم وأبدعوا، خوضوا عالم الإبداع والابتكار في مجالات وظائفكم ولكن بشكل إلكتروني، أنجزوا مهامكم بكل سرعة، موفرين بذلك الوقت والجهد والمال، فأنتم تملكون العقل والفكر والأدوات التقنية المناسبة، أوجدوا البدائل والحلول؛ فما الذي يوقفكم في عالم تستطيعون فيه الكتابة والتصميم والمحادثة والاتصال والتواصل وأنتم في أماكنكم، المهم إنجاز الأعمال بدقة وإتقان ولو في عالم افتراضي وبيئة إلكترونية، فيجب أن تؤمنوا بأنكم في عصر التكنولوجيا التي تحتاج منكم المزيد من الجهد والاجتهاد في توظيفها، بل وفي العمل على استثمار واستغلال كل جوانبها الإيجابية بها.

إنَّ فيروس كورونا يقول لكم يجب عليكم التأمل في ممارساتكم في حياتكم العملية، كما يجب عليكم العمل في البيئة الافتراضية كما أنتم تعملون في البيئة الواقعية، وعلى كل مجال أن يطوّر في خدماته ويوظف التقانة بشكل أكثر فاعلية؛ فالعصر عصر التكنولوجيا والثورة الصناعية والذكاء الاصطناعي، كما يوجهكم إلى الالتفات إلى طاقات شبابكم المحب للعالم الافتراضي واستغلاله في التطوير والتقدم التكنولوجي، وتفعيل منصات التواصل في شتى المجالات وإطلاق العنان للإبداع الإلكتروني، والتحليق في العوالم الافتراضية وتسخيرها لخدمة البشر كل في مجال تخصصه.

وأخيراً.. همسة للمبدعين في أعمالهم ودراستهم: التقنية بديل رائع للإبداع والابتكار لإنجاز مختلف المهام، والتقنية نعمة من الله يجب الاستفادة منها، فبوجودها نستطيع إنجاز مهامنا بل ومشاركتها مع الاخرين بكل سهولة ويُسر، ولا مجال للوقوف والتحسر والتأسف، بل واصلوا المسير ولو إلكترونيًّا.

تعليق عبر الفيس بوك