مشروع تخصص الأندية الرياضية

محمد العليان

 

مع تباشير النهضة المتجددة وبالأخص في قطاع الرياضة والشباب، نحلم ونتمنى أن يكون أحد القطاعات المهمة الذي يحتضن الجميع وخاصة الشباب الرياضي المتخصص، حيث يساهم هذا القطاع الرياضي في حل مشاكل الشباب أولاً ومن ثم استقطابهم وتوفير بيئة صحية مناسبة لممارسة الرياضة في جو مثالي ومنظم ومتخصص.

ويمكن أن يكون هذا القطاع رافدا لموازنة الدولة، ومن هنا نفتح ملف تخصص الأندية، وهي قضية لم تكن منظورة خلال المراحل السابقة، وكانت غائبة عن الكل من الجهات المختصة وخاصة وزارة الشؤون الرياضية (سابقا) أو ما قبلها مثل الهيئة العامة للرياضة قبل 3 عقود، وآن الأوان الآن أن تعود مجددا إلى صدارة المشهد الرياضي، وأن تتلامس مع الرؤية المتجددة لقطاع الرياضة.

فهل نستطيع تحقيق التخصص؟ وما هي العوامل الكفيلة بتحقيق النجاح؟

قطاع الرياضة في بلادنا قطاع كبير وخاصة أن معظم سكان البلد هم في سن الشباب وتتجاوز نسبتهم تقريباً نصف عدد السكان الكلي، كما يمارس الشباب الرياضة بشتى أنواعها في كل محافظات السلطنة وولاياتها، الساحلية والجبلية وحتى الصحراوية والداخلية الحضرية، وهذا التنوع الجغرافي يعطي تنوعا في الرياضات وتخصصا في ممارستها وحتى في ألعابها المتنوعة، ويساعد على انتشار وتوسع الألعاب المختلفة التخصصية. وأول ما نحتاجه وجود إدارات من الجهة المختصة لتنفيذ المشروع، بعد الاطلاع على تجارب الآخرين في هذا المجال والاستفادة منها. ثانياً أن تكون إدارة المشروع لديها القدرة على اتخاذ القرارات الجريئة الكفيلة بإنجاز هذا المشروع.

وإنشاء أندية متخصصة لا يجب أن يقتصر على كرة القدم مثلا، بل تنسحب الفائدة على الألعاب الأخرى التي ستتوفر لها ميزانيات خاصة، فلطالما أكلت ميزانيات كرة القدم من حصص الألعاب الأخرى، وكلما تعثر فريق كرة القدم تراجعت الألعاب الأخرى.

وأؤكد بكل قوة على رأيي بأن التخصص سيخدم جميع الألعاب، وأولها كرة القدم، فهذا المشروع الحيوي سيخدم الرياضة والشباب وسينظم قطاع الرياضة ويحيي المواهب المتعطلة في الألعاب الأخرى ويبرز الطاقات الشبابية واستغلال أوقات فراغهم، وكذلك زيادة الحصص الرياضية المدرسية، وإنشاء مراكز للمواهب في المدارس وتأمين مستلزمات تطويرهم.

ونقترح هنا- مثلا- 5 أو 6 أندية في كل محافظة، لتطوير المواهب والألعاب، وعدم تنفيذ ذلك سيقود إلى مزيد من الخسائر في القطاع الرياضي الشبابي. والكرة في مضرب وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وعلى رأسها الوزير الشاب صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم، محقق أحلام وتطلعات الشباب..

فهل نرى في القريب العاجل رؤية لهذا المشروع الحيوي التخصصي؟ من خلال تخصيص أندية لميزانية مستقلة وبرامج نوعية للنهوض بلعبة أو رياضة، بدلا من هدر الأموال والطاقات كما يحدث الآن.. فقد آن الأوان للانتقال إلى مرحلة جديدة نحو الأفضل عبر بوابة التطوير والتحديث، وكلي أمل في تحقق ذلك بمشيئة الله تعالى.