تحذيرات من "القومية البريطانية" في محادثات "بريكست".. ومسؤولون: لن نكون "عملاء" لأوروبا

ترجمة - رنا عبدالحكيم

حذَّر وزير خارجية أيرلندا من أنَّ عدم التوصل إلى اتفاق في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يكون مدفوعا بمشاعر قومية من الجانب البريطاني.

وقال سيمون كوفيني الخبير في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إنه يخشى أن يفشل الجانبان في التوصل إلى اتفاق، لا سيما بالنظر إلى أن الصفقة التجارية مع المملكة المتحدة كانت ذات أولوية منخفضة نسبيًّا للجانب الأوروبي مقارنة بالقضايا الأخرى بعد كوفيد 19.

وقال كوفيني لصحيفة "آيريش صنداي إندبندنت": "لا أحد يريد أن يدفع رسوم جمركية، أو أن يواجه اضطرابا غير ضروري في التجارة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، لكنني أعتقد أنَّ الطريقة التي يتعامل بها النظام السياسي البريطاني مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تقتصر على نظرة داخلية بشكل لا يصدق". وأضاف: "إنها تركز على السياسة البريطانية، إنها مدفوعة بالفخر والمشاعر القومية، بدلاً من تفاصيل ما هو مطلوب للحصول على صفقة تجارية والتسويات المطلوبة للقيام بذلك".

وتابع وزير الخارجية بقوله إنَّ بعض الأشخاص في المملكة المتحدة ينغمسون في "خيال" مفاده أنَّ الصفقة التجارية كانت أكثر أهمية بالنسبة لأوروبا من المملكة المتحدة. وقال إن قضايا أخرى مثل وضع اللمسات الأخيرة على ميزانية الاتحاد الأوروبي، وإصلاح السياسة الزراعية المشتركة، والهجرة، والتعافي الاقتصادي لفيروس كورونا ستكون لها الأولوية.

ويأتي تحذير الوزير الأيرلندي بعد تقارير تفيد بأن قادة الاتحاد الأوروبي قد لا يتدخلون في مناقشات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في قمة الاتحاد الأوروبي المقررة أكتوبر المقبل في بروكسل، فيما يمثل ضربة للبريطانيين الذين يريدون من قادتهم تغيير مسارهم لتسهيل التوصل إلى اتفاق.

وقال الوزير الأيرلندي: "أخشى عدم التوصل لصفقة. فمن منظور إيرلندي، عدم وجود صفقة خبر سيئ؛ ومن منظور المملكة المتحدة، فإن عدم وجود صفقة أيضا خبرا سيئا. لكن بالنسبة للعديد من البلدان في الاتحاد الأوروبي، فهي قضية مهمة وحيوية". وأضاف: "لكنها ليست الأولوية كما كانت هذه المرة من العام الماضي لأن "كوفيد 19" قد غير كثيرا من الأوضاع، والعديد من الدول تتعامل الآن مع قضايا أكثر إلحاحا وأساسية".

وذكرت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية أن البرلمان الأوروبي رسم "خطا أحمر" بشأن السماح للمحادثات بالمضي قدما في أكتوبر، مستشهدة بأسباب فنية وإدارية.

ويبدد التدخل الآمال في التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة في نوفمبر أو ديسمبر، في حين أن التهديد الذي يلوح في الأفق بعدم وجود صفقة يظل هاجسا.

وقالت ديان أبوت النائبة عن حزب العمال ووزيرة الداخلية في حكومة الظل سابقا: "أعتقد أن ثمة خطر حقيقي للغاية بأننا سنغادر دون اتفاق مناسب وسيكون ذلك كارثيًا من نواح كثيرة". وفي مقابلة مع صحيفة "ميل أون صنداي"، قال كبير المفاوضين البريطانيين ديفيد فروست إن المملكة المتحدة لم تكن خائفة من الابتعاد عن المحادثات.

وقال اللورد فروست: "الكثير مما نحاول القيام به هذا العام هو حملهم على إدراك أننا نعني ما نقوله ويجب أن يأخذوا موقفنا على محمل الجد". وأوضح أن المملكة المتحدة لن تكون "دولة عميلة" للاتحاد الأوروبي، مضيفًا "لا أعتقد أننا خائفون من هذا على الإطلاق. نريد استعادة السلطات للسيطرة على حدودنا وهذا هو أهم ما في الأمر".

تعليق عبر الفيس بوك