"استديو الرؤية" يؤكد أهمية توظيف الطاقات الشبابية لدفع مسيرة التنمية والازدهار

الرؤية- محمد إسماعيل- مريم البادية

ناقش "استديو الرؤية" دور القيادات الشابة في دفع مسيرة التنمية، وذلك في حلقة مُتميزة شارك فيها الدكتور حمد الغافري الأستاذ المساعد بالجامعة العربية المفتوحة والخبير في تنمية الشباب، وكذلك نادية المكتومية المتخصصة في الشؤون الأسرية والتربوية، وسط متابعة كبيرة من الجمهور عبر تطبيق "زووم" والبث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب.

واستهلت نادية المكتومية حديثها بالتأكيد على أهمية توظيف الطاقات الشابة من خلال معرفة عدد من الخصائص لاسيما الاجتماعية منها، مشيرة إلى أنَّ الشاب يحتاج إلى مزيد من الاستقلال الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية السوية التي تتسم بالاستقرار والديمومة، بما يُساعده على تنمية قدراته، ومن ثم المساهمة بصورة قيادية في مجتمعه. وقالت إن الشباب دائماً يملكون رغبة حثيثة في الإصلاح والتجديد، فضلا عن تحليهم بشغف كبير في التغيير وحب المعرفة والاستطلاع، وقدرتهم على التعمق والتفكير والتحليل، إلى جانب القدرة والقابلية لتبني الأفكار الجديدة والبناءة بكل ثقة وحماس. غير أنَّ المكتومية استدركت بالقول إنه إذا لم يجد الشباب من يتبنى هذه الأفكار فستكون ذات أثر رجعي وعكسي عليه، وإذا كانت الحكومات والمؤسسات الرسمية على دراية بهذه السمات، فإنِّها ستكون قادرة على توجيه الشباب واستغلال طاقاتهم على النحو الأمثل. وشددت على الدور الكبير للأسرة في صناعة الشاب القائد، لكنها عرجت كذلك على أدوار أخرى مثل المعلم القائد والمدير القائد. ولفتت المكتومية خلال حديثها إلى أن كل إنسان يولد ولديه قدرة معينة من الاستعداد لأن يكون قائدًا، لكن الأمر يختلف من شخص لآخر، وأنه ليس كل شخص لديها الكفاءة التي تُؤهلها للقيادة، أياً كانت درجتها.

من جهته وجَّه الدكتور حمد الغافري التهنئة إلى الشباب العُماني بالتغييرات الأخيرة التي شهدتها الدولة فيما يتعلق بالجهاز الإداري، حيث تولت قيادات شابة يافعة مسؤوليات كبيرة، معربًا عن يقينه الراسخ بأنهم سيكونون إضافة ميزة في مسيرة السلطنة على جميع المستويات. وقال الغافري إن الخطاب الأول لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- شدد على أهمية العناية والاهتمام بالشباب، حيث قال: "إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب".

وأضاف الغافري أن تعيين صاحب السُّمو ذي يزن بن هيثم بن طارق وزيرا للثقافة والرياضة والشباب، يعكس إيمان المقام السامي بضرورة إعطاء الشباب الفرصة لإثبات جدارتهم، كما يُؤكد ذلك العناية السامية بهذه الفئة من المجتمع العماني. وتابع القول إن وجود وزارة كاملة مختصة بالشباب يعد أحد أبرز التوجهات السامية للنهوض بالشباب، ومن ثمَّ خلق قيادات شابة.

وأوضح الغافري أنه يتعين لبناء القيادات الشابة إعداد وتأهيل مديري المدارس، وإعداد وتأهيل القيادات قبل توليهم الخدمة والمسؤولية، فضلاً عن إجراء تقييمات حقيقية من خلال برنامج بناء القيادات. وشدد الغافري على أهمية النهوض بقطاع المبادرات الشبابية وتنظيمه بما يضمن خلق فئات شبابية مختلفة. وذكر في هذا السياق الأدوار الرائدة التي قامت بها اللجنة الوطنية للشباب (سابقا) في مجال تنمية الإبداع وتعزيز الابتكار.

وشهدت الحلقة مداخلة من السيد علي بن بدر البوسعيدي الكاتب بجريدة الرؤية، قال فيها إنَّ الشباب هم عماد الأمة، وعلى أكتافهم سوف تنهض عُمان، مشيرًا إلى أنَّ جلالة السُّلطان المُعظَّم- أيده الله- يولي أهمية كبيرة بقطاع الشباب إيماناً من جلالته بقدرتهم على التغيير والقيادة بكل كفاءة واقتدار.

وفي ختام الحلقة، أوصت نادية المكتومية بضرورة الاهتمام بالمحاضن التربوية وعلى رأسها الأسرة، والتعليم بكافة مستوياته، من أجل خلق قيادات تتحلى بالكفاءة العالية، مع وجود برامج تأهيلية نوعية، فضلاً عن الاستغلال الجيد للطاقات. كما دعت إلى دراسة النماذج الشبابية الناجحة، ووضع معايير وطنية لتطوير القيادات الشابة والاسترشاد بالمعايير الدولية، ومُراجعة القوانين والأنظمة المؤسسية في القطاعين العام والخاص.

فيما حثَّ الدكتور حمد الغافري على أهمية تنفيذ بنود الرؤية المستقبلية "عمان 2040"، فيما يتعلق بالشباب، فضلاً عن الاهتمام بقضية الباحثين عن عمل بما يكفل استثمار طاقاتهم. وناشد الغافري الجهات المعنية بأهمية العناية بالموهوبين من الشباب، في ظل ما يملكونه من طاقات إبداعية.

يشار إلى أنَّ "استديو الرؤية" أحدث المبادرات الإعلامية لجريدة الرؤية، ويبث كل أحد في السابعة مساءً عبر تقنيات الاتصال المرئي، ويستضيف الخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات، لمُناقشة أبرز القضايا المجتمعية والتي تشغل بال الرأي العام. والبرنامج من إعداد وتقديم الصحفية مدرين المكتومية.

تعليق عبر الفيس بوك