المهندسان يزن المسافر ومعاذ الهنائي.. نموذجان للإبداع والتفاني في العمل

أول حاسب آلي عماني على وشك الطرح في الأسواق.. وآمال باستقطاب استثمارات

 

 

الرؤية- ناصر العبري

نجح مهندسان عُمانيان في ابتكار أول حاسب آلي صناعة عُمانية بنسبة 100%، ليدشنان بذلك باكورة إنتاج واعدة من شأنها أن تضع السلطنة بين الدول المنتجة للتكنولوجيا والمصدرة لها خلال السنوات المُقبلة، فيما يأمل المهندسان استقطاب استثمارات تقنية تساعدهما على تحقيق جميع الأفكار.

ومشروع أول حاسب آلي بأيد عُمانية، نبع من صميم أفكار المهندس يزن بن خالد بن حبيب المسافر والمهندس معاذ بن أحمد بن زايد الهنائي، حيث ابتكرا الجهاز بكل مشتملاته، ونجحا في تصنيعه بمصانع متخصصة بإشراف من وزارة التقنية والاتصالات (سابقاً). المسافر والهنائي اجتمعا على الشغف بالتقنية منذ بداية دراستهما في كلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس قبل أكثر من ست سنوات، لكن ما لبث أن تحول هذا الشغف إلى جهد وعمل، ثم إنتاج.

المهندس يزن بن خالد بن حبيب المسافر تحدث لـ"الرؤية" عن ذلك المشروع الواعد، وقال "تدرجت القدرات التقنية للفريق المؤسس من مشاريع الدراسة إلى مشاريع صناعية مرتبطة بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة حتى حصلت القفزة خلال العام الماضي بتصميم أول حاسب آلي أحادي اللوحة في منطقة الخليج، نظراً للشروط الهندسية المرتبطة بالتصميم وإمكانية تطبيق مشاريع تقنية كبيرة، وبعدها قرر الفريق القيام بتحدٍ أكبر من خلال تصميم جهاز حاسب آلي يتناسب مع الجميع ولا يختص بالمهندسين فقط". وأضاف "منذ بدايتنا في 2014 كنَّا نصمم دوائر كهربائية بمساحة 4 في 4 سم، ومع ذلك نصنعها في الخارج لعدم توافر مصانع في عُمان".

وتابع المهندس يزن المسافر أن الفكرة الأولية ارتكزت على تصنيع الجهاز داخل عُمان، وكان العمل جارياً على هذا الأساس، ونجح الفريق في وضع تصميم للمصنع المقترح وأقسامه، ثم بدأت مرحلة البحث عن أرض في إحدى المناطق الصناعية لإنشاء المشروع عليها، مشيراً إلى التعاون الكبير الذي حصل عليه القائمون على المشروع من الجهات المعنية. لكن المسافر استدرك بالقول: "بعد مشاورة الخبراء الماليين لدينا ولدى مركز ساس، ارتأينا بالإجماع تأجيل هذه الخطوة لفترة من الزمن حتى يتسنى لنا التأكد من حجم السوق والمبيعات، ودراسة الجدوى الاقتصادية بعناية، إذ إن وجود المصنع من اليوم الأول يعني مصاريف تشغيلية ضخمة واستثمارات كبيرة في جوانب الإنشاءات".

ورداً على سؤال ما الذي يجعل الحاسب الآلي عمانيا إذا كان التصنيع في الخارج، قال المهندس يزن بن خالد بن حبيب المسافر إنَّ أي منتج يُنسب للبلد التي تأتي منها الشركة، وفي حالة هذا المنتج فهو عُماني بلا شك، لأنه يتبع العلامة التجارية للشركة وملكيته الفكرية ملكية خاصة بنا. وأضاف أن ما يُؤكد عمانية الحاسب الآلي، أن فريق المهندسين الذي عكف على إنتاج أجزاء الجهاز عُماني، فقد نجح هذا الفريق في تصميم اللوحة الأم "الماذربورد" والدائرة الكهربائية للحاسب الآلي، وهي أكثر الأجزاء تعقيداً في الجهاز، وتعمل من خلاله بقية الأجزاء، بجانب قيام المهندسين العمانيين باختيار المواصفات الخاصة بالجهاز وتنفيذ التصميم بناءً على ذلك. وشدد المسافر على أن عملية التصنيع لا تغير من ملكية المنتج، وبالتالي فالحاسب الآلي منتج عُماني بنسبة 100%.

وأوضح المسافر أنه من الطبيعي أن القطع التي يتم من خلالها تصنيع اللوحة الأم أو الشاشة أو لوحة المفاتيح، تأتي من مصانع مختلفة، كل حسب اختصاصه، وهذه القطع مشتركة بين السواد الأعظم من شركات الحاسب الآلي حول العالم. وأشار إلى أن مما يُميز الجهاز أن المهندسين العمانيين عكفوا على تحديد معايير الجودة في التصنيع، إلى جانب اختيار المصانع القادرة على تلبية هذه المتطلبات.

وأبرز المسافر مُميزات الحاسب الآلي، وقال إنه يمكن طيه بنحو 360 درجة، واستخدامه كحاسب لوحي باللمس، كما إنه يوفر منفذا خاصاً لقراءة البطاقات الذكية لتخليص المعاملات، ومنفذ آخر لشريحة الجيل الرابع، لاستخدامه في المناطق التي تنعدم فيها شبكة الإنترنت أو تكون ضعيفة.

تعليق عبر الفيس بوك