نهضة رياضية متجددة

 

محمد العليان

مع بشائر النهضة المتجددة، والعهد الجديد بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وتولِّي واختيار صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق حقيبة وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ثمَّة تفاؤل كبير وثقة وفرحة بتولي الشاب صاحب السمو هذه الحقيبة لتحقيق التجديد والتطوير والتغيير في قطاعات الثقافة والرياضة والشباب.

وينصبُّ حديثنا حول قطاع مهم جدا، وهو قطاع الرياضة، والذي يعدُّ المتنفس والأكسجين للشعوب وواجهة كل بلد، وهناك رغبة وأمنيات وأحلام بأن يحدث تغيير جذري كبير في مفهوم الرياضة من كل النواحي، ولا شك أنَّ تولي صاحب السمو ذي يزن مسؤولية هذا القطاع سوف يُسهم في تطويره بفكر شبابي جديد وثقافة متطورة تلبي احتياجات الرياضة، وهذا تحدٍّ جديد لهذا القطاع ولصاحب السمو السيد ذي يزن في حد ذاته، فالمهة صعبة، لكن ليست مستحيلة، من أجل النهوض بهذا القطاع الرياضي. فالشارع والوسط الرياضي يتطلعان إلى تغيير شامل وفلترة (فرز) الرياضة لمعطيات المرحلة الحالية والقادمة بفكر جديد، والتحرر من القيود ومن الكثير من الأفكار والعقول والأشخاص. لذا؛ يجب أن يرحل هؤلاء السلبيون ويبتعدوا، لأننا بحاجة إلى ضخ دماء جديدة وشابة ومؤهلة ومتخصصة وأكاديمية، وأن نعتمد على أبناء الساحة الرياضية، كما نحتاج لفلسفة جديدة يدار بها القطاع الرياضي.

كلنا يقين بأنَّ صاحب السمو السيد الوزير تنتظره ملفات كبيرة ومختلفة، وبحاجة لترتيب وتصحيح وتعديل الأوراق في كل الألعاب؛ لأنها تراجعت كثيرا ولم تتطور، وظلت كما كانت عليه منذ عقدين أو 3 عقود، وتدور في دوائر مغلقة، ولقد حان الوقت المناسب الآن لانتهاز الفرصة وضخ دماء شابة متعطشة ومتحمسة للعمل الرياضي، وهم كثر في بلادنا ولله الحمد، كما أنَّ الطاقات الشابة المتسلحة بافكار جديدة ورؤى بعيدة المدى ينتشرون في الاندية والملاعب؛ فالأشخاص الذين سبق لهم العمل في القطاع الرياضي، وأمضوا سنوات طويلة دون إنجاز يذكر، حان الوقت المناسب لكي يُسلِّموا الراية إلى غيرهم، وليفسحوا المجال لمن يستطيع تحقيق الإنجازات الرياضية الحقيقية، وأن يعطوا الفرصة للمُتعطشين للإبداع والعطاء بكل ما هو جديد ونافع وخير لقطاع الرياضة بأكمله.

يقول المثل العربي: "أعط العيش لخبازه ولو أكل نصفه"، وما دامت العقول قادرة على التفكير الصحيح في عهد النهضة المتجددة، فإن الرياضة العمانية ستحقق الازدهار، ولا يتبقى سوى التنفيذ السليم للإستراتيجيات الطموحة. وفي الوقت الحالي والمرحلة المقبلة، يجب أن يكون البقاء للأجدر وللأكثر عطاء وفكرا وإبداعا، وليس للأقوى نفوذا، وهو توجُّه جديد ينبغي أن يمضي عليه القطاع الرياضي والشبابي والثقافي؛ ترجمة لأهداف وتطلعات الرؤية المستقبلية "عُمان 2040"، ونؤكد مجددا أنه لا يُخالجنا أدنى شك بأنَّ وجود صاحب السمو السيد ذي يزن على رأس هذا الهرم الكبير، فإنَّ الأحلام والأمنيات ستجد سبيلها نحو التحقق، وأنَّ مُستقبلا جديدا للشباب يلوح في الأفق، ونراه قريبا.. قريبا جدا.

--------------------------

آخر الكلمات: "لا مال أفضل من العقل".