انتكاسة أوروبية عنيفة مع عودة الاتجاه الصعودي لمنحنى الإصابات بكورونا

ترجمة - رنا عبدالحكيم

سلطَّ تقريرٌ لصحيقة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على ما أطلق عليه الإستراتيجية الأولية لأوروبا في مواجهة "كوفيد 19"، والتي وصفها بأنها كانت واضحة نسبيًّا "عمليات إغلاق شاملة تقريبًا وفرضية صارمة".

مشيرًا إلى أنه "في الشهرين اللذين انقضيا، ومنذ أن فتحت معظم البلدان أبوابها، أدى تحسن الاختبارات والتعقب إلى إبقاء التفشي الجديدة تحت السيطرة إلى حد كبير. ومع القواعد الأساسية لارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، تمكنت الدول من استئناف بعض مظاهر الحياة الطبيعية".

بَيْد أن الصحيفة عادت مستدركة بقولها: "في الأيام الأخيرة، شهدت فرنسا وألمانيا وإيطاليا أعلى عدد من الحالات اليومية منذ الربيع"، محذِّر السلطات الحكومية ومسؤولي الصحة العامة من أن القارة تدخل مرحلة جديدة من الوباء فيما يعرف بالموجة الثانية.

ووفقًا لقاعدة بيانات "نيويورك تايمز"، فإنَّ عدد الإصابات المكتشفة حديثًا لكل 100 ألف شخص في جميع أنحاء أوروبا لا يزال حوالي خُمس العدد في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي. إلا أنَّ هناك مخاوف متزايدة من أنه مع اقتراب موسم السفر الصيفي من نهايته، يُمكن للفيروس أن يجد موطئ قدم جديدًا؛ حيث ينقل الأشخاص حياتهم في الداخل ويبدأ موسم إنفلونزا الخريف.

وألقتْ الصَّحيفة الضوء على أنَّ "زيادة الحالات في أوروبا، كما هي الحال في أجزاء أخرى كثيرة من العالم، مدفوعة بالشباب"، وأنَّ نسبة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا المصابين في أوروبا ارتفعت من حوالي 4.5% إلى 15% في الأشهر الخمسة الماضية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

ونقل التقرير عن الدكتور هانز كلوج مدير المكتب في أوروبا، قوله إنه "قلق للغاية" من ظهور أشخاص دون سن الـ24 بشكل منتظم بين الحالات الجديدة.

وعرَّجت الصحيفة على التجربة الفرنسية، حيث قالت إنَّ الرئيس إيمانويل ماكرون استبعد إغلاقًا آخر على مستوى البلاد، واختار بدلاً من ذلك "إستراتيجيات محلية للغاية". وجعل عددٌ متزايدٌ من المدن الفرنسية ارتداء الأقنعة إلزاميًّا في الشوارع والأسواق المزدحمة.

وبالمُقابل، أدخلت دول مثل بريطانيا قواعد الحجر الصحي على المسافرين القادمين من إسبانيا، محطمة آمال إسبانيا في انتعاش السياحة الصيفية القوية. وأغلقت النوادي الليلية مرة أخرى في غضون أسابيع من إعادة فتحها، وذهبت بعض المناطق الإسبانية مؤخرًا إلى أبعد من ذلك، بما في ذلك حظر التدخين في الأماكن العامة في الهواء الطلق.

بينما ذكرت الحكومة الألمانية أنَّ ما يقرب من 40% من الإصابات الجديدة في ألمانيا ظهرت من خلال المصطافين العائدين من إجازاتهم. وفي بروكسل ومع ارتفاع معدل الإصابات، أصدر السياسيون مزيدًا من القيود وأصدرت رئيسة الوزراء صوفي ويلميس قوانين واسعة لارتداء الكمامة. وقالت: "المستقبل سيعتمد على سلوك الجميع... وهذه ليست اقتراحات، بل أوامر".

تعليق عبر الفيس بوك