مسقط - الرؤية
نفَّذتْ هيئة البيئة زيارةً ميدانيةً لمحمية جزر الديمانيات الطبيعية؛ بهدف الوقوف على جميع شواطئ المحمية، والتأكد من نظافتها، والتأكُّد من حرص موظفي المحمية على نظافة شواطئ المحمية، ومن وعي زوار المحمية بأهمية المحافظة على نظافة الأماكن التي يرتادونها وجمع المخلفات.
وجاءتْ هذه الزيارة بتنظيم من المديرية العامة لصون الطبيعة وإدارة البيئة بمحافظة جنوب الباطنة، حيث تلاحظ أن جميع شواطئ المحمية نظيفة، وقام موظفو المحمية بجمع المخلفات الموجودة على شواطئ بعض الجزر؛ ضمن برنامج عملهم الشهري. وخالفت الهيئة بعض مرتادي المحمية سواء من صائدي الأسماك أو الأفواج السياحة؛ نتيجة مُخالفتهم قرار عدم النزول إلى الجزر خلال هذه الفترة، وهي فترة حَظر النزول إلى الجزر من بداية شهر مايو إلى نهاية شهر أكتوبر من كل عام.
وتعدُّ جزر الديمانيات الطبيعية إحدى المحميات الطبيعية بالسلطنة، والتي أُعلنت كمحمية طبيعية في عام 1996، وهي عبارة عن أرخبيل يضم تسع جزر قبالة ساحل ولاية السيب وولاية بركاء (الديمانية، الحايوت، الجبل الكبير، الجبل الصغير، المملحة، اللومية، قسمة، الجون، وأولاد جون)، وتتميز هذه الجزر بطبيعتها البكر ومناظرها الجميلة الخلابة التي تؤهلها لأن تصبح متحفاً للطبيعة.
وتتميَّز الجزر بتنوع في المقومات الفيزيائية بين صخور جيرية وشعاب مرجانية عتيقة، كما توجد فيها منحدرات صخرية منحدرة في اتجاه البحر وتستمر هذه المنحدرات إلى داخل المياه في انحدار شديد، كما تحدُّ الجزر جروف رملية ضحلة وواسعة، كما يحدها نطاق مرجاني بارز.
وتعدُّ محمية جزر الديمانيات الطبيعية الموطنَ الطبيعيَّ لمجموعة كبيرة من مفردات الحياة الفطرية؛ حيث تتواجد مجموعة مختلفة من النباتات تصل إلى 15 نوعا في جزء اليابسة ومجموعة من الطحالب والنباتات البحرية في الجزء البحري.. والعديد من الطيور بأنواع مختلفة تتخذ المحمية مَلاذاً لها، وذلك لتوافر الغذاء ولطبيعة المياه الضحلة للجزر، وتعد الجزر محطة مهمة للطيور المهاجرة كالعقاب النساري (Pandion haliaetus) والصقر السخامي(Falco concolor) ، وتتحول الجزيرة إلى بانوراما رائعة عند هجرة آلاف الطيور البحرية خلال موسم التكاثر، كما تتخذ السلاحف البحرية محمية جزر الديمانيات الطبيعية محطة لتعشيشها وتضع البيض بها في كل عام. وفي الجزء البحري، نجد أنَّ هناك تنوعًا في الكائنات البحرية والشعاب المرجانية؛ حيث يتواجد في المحمية عدد من أنواع الثدييات البحرية، والأسماك.
ويعدُّ هذا الاختلاف الطبيعي والهدوء هو ما يُميِّز هذه الجزر، ويكون مصدر جذب للحركة السياحة بالمحمية؛ حيث نجد الأفواج السياحية تأتي للاستمتاع بجمال الطبيعة بالمحمية ولممارسة الانشطة بها مثل السباحة والتخييم والغوص، وإن تواجد الحركة السياحية بالمحمية بتسبب بوجود بعض السلوكيات الخاطئة من البعض تؤدي للإضرار بالطبيعة؛ مثل: رمي المخلفات وعدم تنظيم الأماكن التي يتم ارتيادها أو إزعاج الكائنات الحية بالمحمية والعبث بأماكن تواجدها.
ويأتِي دور هيئة البيئة التي قامت بإصدار القوانين واللوائح التنظيمة التي تضمن عدم الإضرار بمكونات المحمية الطبيعية؛ حيث قامت بتحديد التصاريح اللازمة لممارسة بعض أنواع الأنشطة في الفترات المسموح بها، وحددت الهيئة فترة من السنة يحظر النزول إلى الجزر فيها من بداية شهر مايو إلى نهاية شهر أكتوبر من كل عام.
وقامت هيئة البيئة -وبالتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة- ولضمان عدم وجود المخلفات بالمحمية والتي تأتي من خلال زوار المحمية أو من خلال السفن العابرة بالقرب من المحمية، بتخصيص حاويات الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة (بيئة) لرمي المخلفات، وكذلك الاستعانة بالعاملين ببلدية بركاء وبلدية السيب لجمع مخلفات المرمية من قبل بعض المخالفين.