تصاعد المخاوف من "تمزيق كل شيء" مع تشبث الرئيس بالسلطة

ترامب "ينسف جسر الديمقراطية" ويقود حملة "كارثية" ضد نزاهة الانتخابات

ترجمة - رنا عبدالحكيم

تفاقمت حِدَّة المخاوف في الولايات المتحدة الأمريكية من أنْ يُشكل ترامب خطرًا أكثر حِدَّة على التجربة الديمقراطية الأمريكية البالغة من العمر 244 عامًا، أكثر من أي خصم أجنبي، بحسب مقال لديفيد سميث، منشور في صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، تعقيبًا على تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي الافتراضي، قبل أيام.

وكان أوباما قد وقف في فيلادلفيا، حيث وضع كتب الدستور الأمريكي، وهو حجر أساس الديمقراطية الأمريكية، محذراً من أن خليفته "مستعد لتمزيق كل شيء" للتشبث بالسلطة.

وزعم سميث أنه وبينما تدخلت روسيا بقيادة فلاديمير بوتين في العام 2016 في الانتخابات، فإنَّ الرئيس الحالي للبيت الأبيض يبدو عازمًا على تخريب الانتخابات الأمريكية. ونقلت عن فرانك فيجليوزي مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق لمكافحة التجسس، قوله لشبكة (MSNBC)، قوله: "كان التهديد الأكبر الذي يواجه الأمة هو التهديد الداخلي ولا يزال كذلك... التهديد من الداخل موجود في المكتب البيضاوي".

ومن المقرر ترشيح ترامب هذا الأسبوع من قبل الحزب الجمهوري لولاية ثانية كرئيس، كما أنه متوقع سيلقي خطابَ قبوله من البيت الأبيض، وهو خروج عن التقاليد التي تشير إلى الصلاحيات الهائلة لشغل المنصب تحت تصرفه، ويقول المنتقودن إنَّ ترامب يدير حملتين هذه المرة؛ إحداهما محاولة حزبية وحشية لشيطنة خصمه جو بايدن وزميلته في الترشح كامالا هاريس، والتي أطلق عليها بالفعل اسم "اللئيمة" و"البغيضة" و"المرأة المجنونة". والحملة الأخرى حملة "خبيثة" وربما "كارثية" ضد نزاهة الانتخابات نفسها.

وأوضحت "ذا جارديان" أنَّ "الرئيس (ترامب) أمضى أربع سنوات يقوض سيادة القانون، ويقلب القواعد الدستورية، ويشوه مجتمع الاستخبارات. وفي الأشهر الأخيرة، في مواجهة استطلاعات الرأي الكئيبة التي تظهر أنه خاسر، عمل على نشر المعلومات المضللة، وزرع عدم الثقة في المؤسسات الديمقراطية وزرع الشكوك حول ما إذا كانت الانتخابات ستكون سيطرة حرة ونزيهة على الإرادة الشعبية".

ترامب طرح فكرة تأجيل الانتخابات بسبب جائحة فيروس "كورونا"، رغم أنه لا يملك القوة للقيام بذلك؛ حيث رفض مرارًا وتكرارًا القول بما إذا كان سيقبل النتيجة، مما أثار جدلاً لم يكن من الممكن التفكير فيه بشأن كيفية إبعاده جسديًّا عن البيت الأبيض. ففي إحدى محطات حملته الانتخابية في ويسكونسن، الأسبوع الماضي، حذر بصلابة: "الطريقة الوحيدة التي سنخسر بها هذه الانتخابات هي إذا تم تزوير الانتخابات". كما استهدف الخدمة البريدية؛ حيث نظرًا لأن الوباء يجعل التباعد المادي أمرًا ضروريًّا، فمن المتوقع أن يكون هناك عدد قياسي من بطاقات الاقتراع بالبريد. واعترف ترامب مؤخرًا أنه كان يمنع الأموال التي يطلبها الديمقراطيون للخدمات البريدية حتى يتمكن من منع الأشخاص من التصويت عبر البريد.

ويستند رد فعله التحسسي تجاه التصويت عبر البريد إلى الافتراض الخاطئ بأنه مليء بالاحتيال، وهو تأكيد فضحه العديد من مدققي الحقائق والدراسات الأكاديمية في خمس ولايات -كولورادو وهاواي وأوريجون وواشنطن ويوتا- أجرت بالفعل انتخابات بالكامل تقريبًا عن طريق بريد.

ويزعم الديمقراطيون أن الدافع الحقيقي للرئيس هو حرمان الملايين من ناخبيهم من حق التصويت. وتظهر الاستطلاعات أن عدد الجمهوريين أكبر بكثير مما يقول الديمقراطيون إنهم سيشعرون بالأمان عند حضورهم للتصويت شخصيًا.

ووسط ضجة وطنية، أعلن مدير مكتب البريد لويس ديجوي أنه سيعلق التخفيضات في الخدمة إلى ما بعد الانتخابات "لتجنب حتى ظهور أي تأثير على البريد الانتخابي". ووصفها الديمقراطيون بأنها خطوة أولى ضرورية، لكنها غير كافية لإنهاء "حملة التخريب الانتخابية" التي أطلقها ترامب -والتي نجحت مرة أخرى في السيطرة على الأجندة الإعلامية- وهي نبوءة محتملة تحقق ذاتها.

وكان تقرير استخباراتي حديث لمجلس الشيوخ من الحزبين، قد كشف عن حجم الاتصالات بين حملة ترامب وروسيا خلال انتخابات عام 2016. ووجدت أن بول مانافورت الرئيس السابق للحملة عمل عن كثب مع "ضابط المخابرات الروسي" كونستانتين كيليمنيك. وحذرت المخابرات الأمريكية من أن روسيا تتدخل بالفعل في انتخابات 2020 بهدف إعادة انتخاب ترامب.

تعليق عبر الفيس بوك