نقط على الحروف

 

ربا جمال الشنفرية

لطالما وجدنا أنفسنا في دوامة وسائل التواصل أمام أشخاص كنا نرى فيهم الروح المفعمة بالحب والنشاط والقوة و لربما كنا نتخذهم مثالاًيحتذى به لما توهمنا شخصياتهم من صفات حميدة عبر تلك النوافذ الضيقة.

خلقت وسائل التواصل الاجتماعي اشخاصاً وهميين بشخصيات وهمية من خلف شاشات الهاتف المحمول وجعلت من اللاشيء شيء ومنالشخص الذي لا يمت بِصِلة لما يُشهر به شخصيةً مرموقة ذو شعبية واسعة بلا هدف ولا محتوى ثمين يذكر!

نعيش في عصر السرعة وعصرنا الحالي يبث في اعماقي الخوف من القادم فان كنت ارى ضعاف الشخصيات يتصفون بما ليس فيهم ما بينالناس، وارى ان فلاناً يثق بفلان ويطلعه على ابسط تفاصيل حياته وفلان الاخر يدعي المحبه ويطعن في ظهر اخيه ليكون مسلٍ امام الاخرينفينشر غسيلة للماره!

لم نعد نبحث عن محتوى مفيد! بل اصبحنا نبحث عن تفاصيل حياة الاخرين وبدلاً من العمل بجد لنحصل على مانريد اصبح الكثيرونيعتمدون على الاحتيال في هذه النوافذ على الناس ، فتجد التسويق البائر والبيع الجائر سائداً ما بيننا ويعامله الناس على انه امر عادي!

لطالما ظل الناس يتابعون اولئك المشاهير الذين لم يغسلوا الاموال فحسب بل غسلوا عقول الناس فكيف لأناس في ريعان الشباب امتلاك كلتلك النقود وشراء كل تلك الممتلكات الباهظة؟!

سبب هؤلاء المجرمين الاذى النفسي بدرجة اولى لضعاف العقليات ومحبي التقليد فتجبر الفتاة اهلها على شراء ما لا طاقة لهم به ويندبالشاب حظة على راتبة الذي يبدأ بإستصغارة بعد متابعة اولئك حديثي النعمة والذين فالواقع لايملكون سوى انفساً ضعيفة سولت لهم ارتكاب المحظورات.

يؤلمني ان يصبح الشاب المكافح في مرحلة مقارنة بينه وبين محدثي النعمة الكاذبين والمتواجدين في كل مكان سواءا على مواقع التواصل امفي ارض الواقع، كفوا عن اعطاء التافهين المنافقين تلك القيمة الثمينة وكفى تكبيراً لصغار النفوس.

دعونا نكافح مشاهير التفاهه البعيدين كل البعد عن المحتوى النزيه الغير المفبرك وقبل هذا كله كفى تقليداً اعمى لمن لا يستحقون حتى النظرالى حساباتهم وكفى مجاملات لشراء مالا تريدون وفعل ما لا تحبون، لنعش حياتنا كما نريدها نحن ونشعر بقيمة ولذة ابسط النجاحات.

حكمة أؤمن بها بشدة "ما يأتي سريعاً يذهب سريعاً ولا تكون له قيمة او لذة في تحقيقه". فاجتهدوا بعرق جبينكم لتحصلوا على ماتريدوهولاتدعوا الله ان يمطر عليكم بما تريدون بلا مجهود! ف الله تعالى لايخيب من يؤمن به ويسعى بنزاهته ليحصل على مايريد.

ان اقتنعت عزيزي القارئ بما احدثك به فاذهب مباشرة الى قائمة اشتراكاتك وقم بازالة الاشخاص الذين تبادروا الى ذهنك من خلال قرائتكللمقال سواءا كانوا مشاهير او اشخاص عاديين في حياتك وابتعد كل البعد عن مشوشي الفكر وعديمي المبدأ.

تعليق عبر الفيس بوك