كامالا هاريس.. "الحصان الأسود" في مسعى الديمقراطيين للعودة إلى البيت الأبيض

ترجمة - رنا عبدالحكيم

منذ عام واحد فقط، وقفت كامالا هاريس، والمرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن، على منصة واحدة يتجادلان حول العنصرية، وفي ذلك الوقت هاجمت هاريس -التي كانت آنذاك مرشحة ديمقراطية للرئاسة- منافسها بايدن بسبب معارضته السابقة لدمج المدارس التي تفصل بين العرقين (البيض والسود) - حسبما ذكرت صحيفة ذا جارديان البريطانية.

وقالت هاريس لبايدن: "لا أعتقد أنك عنصري.. كانت هناك فتاة صغيرة في كاليفورنيا وكانت جزءًا من الفصل الثاني لدمج مدارسها العامة وكانت تُنقل إلى المدرسة يوميًا. كانت تلك الفتاة الصغيرة أنا". وبعد عام، شاركت هاريس مرة أخرى المنصة مع بايدن، بعد موافقتها على تولي منصب نائب الرئيس في محاولة للإطاحة بدونالد ترامب المرشح عن الحزب الجمهوري.

وأعلن بايدن، أمس الأول الثلاثاء، اختيار هاريس لمنصب نائب الرئيس؛ لتكون سيناتور كاليفورنيا أول امرأة ملونة تنضم إلى الحزب السياسي الرئيسي في الانتخابات الرئاسية.

وفي العام 2003، بعد أن قضت عدة سنوات في مكتب المدعي العام لمقاطعة ألاميدا، كانت هاريس أول امرأة سوداء يتم انتخابها محامية المقاطعة في سان فرانسيسكو. وبعد سبع سنوات، دخلت التاريخ مرة أخرى كأول امرأة سوداء يتم انتخابها لمنصب المدعي العام في كاليفورنيا.

وبصفتها عضوًا في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، سرعان ما اشتهرت باستجوابها الصارم لمسؤولي إدارة ترامب، مثل المدعي العام السابق جيف سيشنز، الذي قال إن هاريس جعلته "متوترًا".

وخلال جلسة استماع المحكمة العليا "المتوترة" لتأكيد اختيار دونالد ترامب المثير للجدل بريت كافانو ليكون قاضيا في المحكمة العليا، نالت هاريس الثناء من الليبراليين بسبب نوعية الأسئلة في استجوابه.

ومع ذلك، في حين يبدو أنَّ الأدوار السابقة لهاريس قد أعدتها جيدًا لجلسات الاستماع، فقد أثار سجلها في الادعاء أيضًا انتقادات؛ حيث قال العديد من نشطاء العدالة الجنائية إن هاريس لم تتخذ ما يكفي من إجراءات لقمع سوء سلوك الشرطة.

وأعاق هذا الانتقاد حملة هاريس الرئاسية التي انتهت في ديسمبر الماضي. وكانت النجمة الصاعدة في الأصل المرشحة الأوفر حظًا للترشيح، وقفزت في استطلاعات الرأي بعد أن واجهت بايدن في المناظرة الديمقراطية الأولى.

غير أنَّ شعبية هاريس بعد المناظرة لم تَدُم طويلاً، واضطرت إلى تعليق حملتها في أواخر العام الماضي مع توقف جمع التبرعات لها. وبعد انسحابها، أشار هاريس وبايدن إلى أنهما كانا على وفاق ممتاز، على الرغم من نقاشهما.

وتواترت تكهنات واسعة النطاق بأن هاريس ستنضم إلى السباق الرئاسي مجددا للحزب الديمقراطي، خاصة لأنها عملت مع نجل بايدن الراحل. وعملت هاريس وبو بايدن (نجل بايدن) في نفس الوقت كمدعين عامين للولاية، وطور الثنائي صداقة وثيقة أثناء عملهما في القضايا سويًا. وتوفي بيو بسرطان المخ في عام 2015 عن عمر ناهز 46 عامًا.

ويُمكن أن يؤدي اختيار هاريس إلى تحسين مكانة بايدن بين الناخبين السود، الذين لعبوا دورًا أساسيًّا في محاولته الناجحة للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي. وخلال حملتها الرئاسية، استشهدت هاريس مرارًا بشهادتها من جامعة هوارد، وهي جامعة للسود تاريخيًا، وعضويتها في "ألفا كابا ألفا"Alpha Kappa Alpha ، أقدم نادٍ نسائي للسود في أمريكا، لمساعدتها على تطوير علاقات أوثق مع النساء الأمريكيات من أصل إفريقي.

تعليق عبر الفيس بوك