دراسة جديدة تؤكد حرص واضعي الكمامات على غسل الأيدي

"جارديان": ارتداء الكمامات ينسف "أسطورة تعويض المخاطر"

بعض العلماء أثاروا مخاوف "الإحساس الزائف" بالأمان مع ارتداء الكمامة

ترجمة- رنا عبدالحكيم

لا يبدو أن ارتداء الكمامات يقود الناس إلى التخلي عن نظافة اليدين، وذلك وفق دراسة جديدة أعدها باحثون في مجال الصحة العامة، الأمر الذي يشير إلى أن الناس قد لا يقايضون فوائد إجراء الصحة العامة مقابل إجراء آخر.

وقالت الدراسة- التي نشرتها صحيفة ذا جارديان البريطانية- إن الكمامات باتت إلزامية الآن في أجزاء كثيرة من العالم، ويجب ارتداءها في إنجلترا ليس فقط في وسائل النقل العام ولكن أيضًا في العديد من المتاجر.

وفي حين أن هناك القليل من الأدلة على أن الكمامات القماشية تحمي من كوفيد-19، يقول الخبراء إن مجموعة متزايدة من الأبحاث تشير إلى أنها تساعد في الحد من انتقال العدوى، مما يحد من انتشارها من مرتديها إلى الآخرين.

وأثار بعض العلماء مخاوف من أن استخدام الكمامات يمكن أن يمنح مرتديها إحساسًا زائفًا بالأمان ويقلل من احتمالية انخراطهم في سلوكيات أخرى يمكن أن تقلل من انتشار الفيروس التاجي، مثل غسل اليدين والتباعد الاجتماعي وهي ظاهرة تعرف باسم "تعويض المخاطر". لكن مع ذلك، يقول الباحثون إنهم نظروا في الدراسات الحالية ولم يجدوا إشارة تذكر على أن ارتداء الكمامات يقلل من الالتزام بنظافة اليدين.

وكتب الفريق في دورية  "بي إم جيه أناليسيس" كيف نظروا إلى 22 مراجعة منهجية تستكشف تأثير ارتداء الكمامات على معدل انتشار أية فيروسات تنفسية غير كوفيد-19، بما في ذلك الإنفلونزا، ووجدوا 6 تجارب عشوائية محكمة نظرت أيضًا في نظافة اليدين.

وقالت تيريزا مارتو المؤلفة المشاركة في البحث من جامعة كامبريدج "ليس لدينا أي دليل مباشر من الوباء الحالي، لذلك كل ما قمنا به هو النظر في الأدلة القائمة"، في إشارة إلى الدراسات السابقة.

وفي حين أن الدراسات الست لم يتم تصميمها خصيصًا للنظر فيما إذا كان ارتداء الكمامات يؤثر على غسل اليدين، إلا أن الفريق يقول إن أيًا منها لم يظهر دليلا على أن ارتداء الكمامة مرتبط بانخفاض نظافة اليدين، كما تم قياسه من خلال تقرير ذاتي، وكذلك في 4 من الدراسات، حسب حجم الصابون أو المطهر المُستخدم. واقترحت دراستان أن ارتداء الكمامة قد يزيد من نظافة اليدين.

وتابعت مارتو أنه بينما غطى البحث 6 دراسات فقط، فإن النتائج تتوافق مع أبحاث أخرى، كما أبرزها الفريق، والتي لم تجد أي دليل واضح على أن التدخلات مثل استخدام الخوذات عند التزلج أو ركوب الدراجات زادت من السلوكيات الخطرة. وأضافت "هذا لا يعني أن تعويض المخاطر غير موجود، إنه موجود بالتأكيد على المستوى الفردي، لكن لا يمكننا العثور على أي دليل جيد على أن تعويض المخاطر يحدث على مستوى السكان".

ورحبت تريش جرينهالج أستاذة علوم الرعاية الصحية الأولية في جامعة أكسفورد بالدراسة، وقالت "استخدم العديد من العلماء البارزين وصانعي السياسات، بما في ذلك حكومة المملكة المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، فكرة تعويض المخاطر كسبب لعرقلة تنفيذ التدخل- تغطية الوجه- الذي كان يمكن أن ينقذ العديد من الأرواح إذا تم تنفيذه في وقت سابق". وأضافت "هذا البحث صادم لأنه يكشف عن الثقة التي ادعت بها هذه الهيئات ادعاءات لا أساس لها في الواقع".

وقال الدكتور جوليان تانج الأستاذ الفخري المساعد في علوم الجهاز التنفسي في جامعة ليستر البريطانية، إن البحث ينطوي على أهمية واضحة في رفع مستوى الوعي حول "أسطورة" تعويض المخاطر عن ارتداء الكمامة.

وأضاف: "في حين يقبل المؤلفون أن الاختلاف الفردي ممكن، فإن التأثير العام لارتداء الكمامات على السكان من المرجح أن يكون أكثر فائدة من عدمه".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة