مَعك يا وطني

 

 

أحمد بن سعيد المرزوقي

إنَّ ما تكبده الوطن من خسائر في ظل جائحة كورونا كبير جدًّا وأبعاده كثيرة، في كل المجالات وكل الجوانب وكل المؤسسات، وعلى مستوى الأفراد أيضاً طال الفقير والغنى، على حدٍّ سواء، وهذا مؤلمٌ حقاً ويحتاج منا المزيد من الصبر والرضا، ونحن كذلك في حقلنا التربوي كأبسط مثال، لا نعلم ما هو السيناريو الذي سوف تمضي عليه الأمور، للعام الدراسي القادم إن شاء الله، وكيف سيعود أبناؤنا الطلاب على مقاعد العلم والتعلم؟

تساؤلات كثيرة تُطرح ليس لها إجابات واضحة، وعوائق كثيرة في الطريق نحو التعلم عن بُعد إن كان هو الخيار الذي ينتهي إليه الحال، وهمماتٌ من كل حدبٍ وصوب، وأقاويل من هنا وهناك، ولكن نحن نثق بكل قرارٍ سيصدر في وقته المناسب، وعلى يقين أنه الأنسب والأفضل، تعوَّدنا دائماً أن وطني يختار لنا الخير، وما جرى على هذه الأرض الطيبة إلا الخير، ونحن معك يا وطني فيما سيكون.

لا يخلو أي شيء في الحياة من صعوباتٍ وتحديات، ولا يوجد عالم بلا ثغراتٍ وعثرات، وأيًّا ما كان القرار الذي سيُتخذ فنحن مع وطننا الحبيب، نكابد الظروف، ونسايرُ الأيام، متفائلون برحمة الله، وإن هذا الوباء سينتهي بعد أمدٍ يعلمه الله. لذلك؛ هو وضعٌ مؤقت ليس بمقيمٍ فينا، وعليه واجبٌ علينا أن نتشارك مع هذا الوطن الغالي بتحمل ظروفه، وعثرات الزمان التي تنوب فيه، وأن لا نتذمر من الأوضاع القادمة، ونتائج الظروف الراهنة، حتى يتخطى وطننا الغالي هذه الجائحة بصبرٍ وجلادة، وأن لا نهشِّم في بعضنا البعض مساحات الأمل والتفاؤل، وأن لا نرمي بيننا سهام الشكوى والتذمر، وأن نملأ أبناءنا وقلوبهم بالرضا والصبر، وأن نغرس فيهم حب الوطن والصبر على مُرِّ الظروف التي يخوضها، وأن نسعى لتحقيق المطلوب والمرجو منا تجاه هذا الوطن من التزام ووعيٍ وعطاء؛ فهكذا نُوفِّي الوطن حقه.

كل فردٍ فينا مسؤولٌ عن إتقان دوره وعمله، من صغيرٍ وكبير، وأن نرفع في قلوبنا شعاراً متقداً في كل وقتٍ وحين "أنا معك يا وطني".

تعليق عبر الفيس بوك