تمزق وتر العضلة الرباعية

د. عبدالحميد الكيتاني

"إذا رأيتم صورَ رُكبة رونالدو بعد الإصابة مباشرة فلن تصدقوا".. هكذا كانت كلمات إخصائي العلاج الطبيعي الذي أشرف على تأهيل هذا اللاعب البرازيلي الظاهرة، "كان حجم الركبة بحجم كرة القدم! وكانت تخرج من الركبة بعد العملية أربعة أنابيب لتصريف الدم والسوائل"، وبذلك يضيف!

حتما التمزق الكامل لوتر العضلات الرباعية يُعتبر من أخطر إصابات الركبة، وقد أنهت المشوار الرياضي للعديد من الرياضيين مثلما ذكرنا سابقا. من الأسباب الأكثر شيوعا لهذه الإصابة هو قدرات اللاعب البدنية (مثل السرعة الفائقة)، وعدم ثبات عظمة الصابونة وارتفاعها عن مكانها الطبيعي عند بعض الرياضيين.

أما عن ميكانيكية الإصابة؛ فهي تحدث عادة عند نزول اللاعب أو تثبيت رجله أثناء حركة المفصل من الثني، وقبل أن يصل إلى المد الكامل (بمعنى أن الوتر لا يزال في حالة انقباض وهو ما يعرف بـ"الإصابة الضاغطة أثناء انقباض العضلة وهي متجهة للمد eccentric loading".

 

مثال لهذا هو عندما ينزل الشخص من الدرج، فقبل أن ينزل يجب أن يثني الركبة ثم بتوجهه للمد يضع حملا على المفصل لتثبيته على سطح الدرج، وهذا تماما هو انقباض العضلة مع وجود حمل على المفصل. أما عن الأعراض فإن الأعراض المصاحبة للإصابة مباشرة هو الألم الشديد وعدم المقدرة على وضع حمل على مفصل الركبة.

وقد يذكر الشخص أنه سمع صوت طقطقة أثناء الإصابة، وهي إشارة إلى حدوث الانفصال في أجزاء الوتر. وعن التشخيص، فبالإضافة إلى التشخيص السريري الذي يظهر مكان الألم وتحرك الصابونة من مكانها الطبيعي جراء التمزق وشدة التورم، فإن أشعة الرنين المغناطيسي هو الفحص الأهم لتأكيد إن كان التمزق كاملا أم جزئيا.  

جراحيا يمكن إجراء العميلة إما عن طريق إصلاح الوتر المتمزق أو زرع وتر عن طريق أخذ جزء من وتر العضلة الرباعية في الرجل الأخرى أو وتر العضلة الخلفية وهو الشائع حاليا. في كلا الحالتين فإن العملية تعتبر أصعب من عملية الرباط الصليبي حيث يتطلب وضع عدة نقاط لتثبيت الوتر، إضافة للشق الكبير للعملية.

الشق الكبير قد يعرض المريض أحيانا لالتهابات في منطقة الجرح وفترة أطول للالتئام. التحديات الأخرى تشمل أيضا المحافظة على قوة الوتر وإيجاد الطول الطبيعي المناسب الذي يحافظ على المدى الحركي الكامل، وهنالك أيضا احتمالية حدوث تمزق آخر في المستقبل وهو ما حدث فعلا لرونالدو البرازيلي!

من المهم أن نشير إلى أن عدم تأخير العملية يأتي بنتائج أفضل خصوصا في استعادة المدى الحركي لمفصل الركبة. يتم بعد ذلك وضع الدعامة مع عكازات لفترة تصل لـ6 أسابيع لحماية الجرح ولمنع حدوث حمل زائد على المفصل مع التدرج في وضع الحمل عليها بشكل خفيف مع مرور الوقت، وهذا ينطبق أيضا على التدرج في المدى الحركي من ثني ومد.

وتبدأ بعد ذلك تمارين التقوية الخفيفة منذ الأسابيع الأولى بدون وضع حمل على المفصل مثل تمارين الدراجة الثابتة مع تحديد درجة الثني وعودة المشي الطبيعي. ولأن القطع حدث في وتر العضلات الرباعية فمن الطبيعي وضع برنامج خاص لذلك. ومن ثم ينتقل اللاعب إلى التمارين التي تضع حملا مثل ثني الركبتين في وضعية الوقوف طلوع ونزول الدرج.

وهكذا يتدرج اللاعب إلى أن يصل للمرحلة النهائية من التأهيل التي يتم فيها التركيز بشكل مكثف على تمارين الاتزان وثبات الركبة والحس العضلي العصبي. إن نجاح هذا النوع من العمليات يتطلب التعاون والتنسيق والتواصل الجيد بين أعضاء الفريق الطبي من جراح، علاج طبيعي وأخصائي نفساني للخروج بأفضل النتائج.

علينا هنا أن ننوِّه بنقطة في غاية الأهمية، وهي أنَّ فترة برنامج التأهيل تعتمد على عدة عوامل أهمها اللاعب نفسه؛ إذ لا يمكن أن نستند إلى برنامج متعارف عليه فقط؛ فمعرفة قدرات اللاعب واستجابته هي ما يحدد الفترة وينتج عنها تدرج مدروس في برنامج التأهيل.

تعليق عبر الفيس بوك