عمان الخامس خليجيا في نسبة الإصابات إلى الفحوصات

إيجابية فحوصات "كورونا" في السلطنة أعلى من أمريكا بـ2.8 ضعف

◄ 15 مليون ريال تكلفة الفحوصات حتى الآن

◄ إعادة الإغلاق يهدد بمزيد من الخسائر الاقتصادية

◄ "المسح للدحر" طريق جديد يبدأ الأحد.. والعينة 0.05%

الرؤية- نجلاء عبدالعال

تظهر أحدث إحصاءات وزارة الصحة حول فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) أن إجمالي الفحوصات التي إجراؤها بلغ 221181 فحصا، وأن هذه الفحوصات كشفت عن 50207 إصابة أي بنسبة 22.7%، وفقا لحسابات أجرتها "الرؤية"، وتشير هذه الحسابات إلى ارتفاع نسبة الإصابات في السلطنة مقارنة بإجمالي الفحوصات، إذا ما قورنت بالنسبة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تسجل أعلى معدل إصابات كورونا في العالم؛ حيث تبلغ نسبة الإصابات بين المفحوصين في أمريكا 8%، فمن بين 38 مليونا و806 آلاف فحص، ثبت إصابة 3 ملايين و97 ألف شخص بالولايات المتحدة.

إحصائيات حول العالم-01.jpg
 

ورغم الفارق في الإمكانات الصحية والطبية بين السلطنة والولايات المتحدة، إلا أن المقارنة مع دولة آسيوية مثل الهند (ثالث أعلى معدل في الإصابات عالميا)، تشير أيضا إلى ارتفاع المعدل، ففي الهند بلغت النسبة 7%، بتسجيل حوالي 746 ألف إصابة من بين 10.47 مليون فحص.

وعلى المستوى الخليجي، سجلت المملكة العربية السعودية أعلى معدل إصابات بنحو 10% من بين من تم فحصهم، وفي دولة الإمارات، أجرت السلطات الصحية 3.54 مليون فحص كشفت عن 52.6 ألف إصابة بما يمثل 1.5% فقط. وفي الكويت الأقرب إلى عدد السكان للسلطنة، أجرت وزارة الصحة 417874 فحصا ظهرت بينها 52 ألف إصابة بالفيروس التاجي، بنسبة 12% تقريبا. وتنخفض النسبة في البحرين إلى نحو 5% بعدد إصابات يزيد على 30 ألفا، في حين تبقى دولة واحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي تصل فيها نسبة الإصابات إلى الفحوصات إلى 25.8% وهي دولة قطر؛ حيث سجلت 100945 إصابة من إجمالي فحوصات بلغ 390997 فحصا.

إحصائيات الدول العربية-01.jpg
 

وفيما يتعلق بمعدل الفحوصات لكل مليون نسمة، فإن السلطنة تأتي في المركز الأخير بين دول مجلس التعاون.

وبوصول نسبة الإصابات إلى 22.7% من إجمالي الفحوصات في السلطنة، يبدو أنها نسب جيدة بشكل عام، إذ تعتمد وزارة الصحة في مسألة إجراء الفحوصات، على شرط ظهور الأعراض على طالب الفحص، مثل ارتفاع درجة الحرارة، واحتقان الحلق أو جفافه، والسعال وغيرها من الأعراض الشائعة، وذلك نظرا للكلفة العالية للفحص والتي تصل إلى 70 ريالا للفحص الواحد، حسب تصريحات مسؤولين بوزارة الصحة، وهو ما يعني إنفاق ما يقارب 15 مليون ريال منذ بدء الفحوصات. وتظهر الأرقام أن أقل من 25% ممن ظهرت عليهم بعض الأعراض ثبت ايجابيتهم في حمل الفيروس.

ومن المقرر أن تبدأ وزارة الصحة يوم الأحد المقبل تنفيذ "المسح الوطني الاستقصائي" (المصلي) لفيروس كورونا، في خطوة جديرة بالإشادة، وتوقعات متزايدة بتعزيز قدرة السلطنة على محاصرة الفيروس. ورفعت الوزارة شعار "معا لدحر الجائحة" خلال تنفيذ المسح، وهو شعار يبعث على التفاؤل ويترجم الجهود المضنية التي تبذلها وزارة الصحة رغم التحديات الاقتصادية. ورغم أن المسح لن يستهدف كامل السكان، لكن فقط 0.05% من السكان، إلا أن النتائج المرتقبة لهذا المسح من شأنها أن تساعد في "دحر الجائحة". والمسح الوطني لن يكون بديلا عن الفحوصات اليومية، وفق ما أكد مسؤولون بوزارة الصحة، بل يستهدف قياس "حجم المناعة المجتمعية"، وهو طريق موازٍ لمسار الفحوصات اليومية.

وثمة مقترح بمضاعفة معدل الفحص اليومي خلال الستة أسابيع المقبلة- فترة إجراء المسح- الأمر الذي يشير إلى إنفاق نحو 30 مليون ريال في هذه الفترة، وسيكون نتيجة لذلك إجراء ما يزيد عن 425 ألف فحص، بما يعزز من النتائج المتوخاة من المسح الوطني بجانب الفحوصات اليومية. ويمكن تمويل هذه التكلفة من خلال التبرعات والاستقطاعات المؤقتة من الرواتب، ويقترح البعض نسبة 0.5% من إجمالي راتب الموظف لمدة شهرين فقط، مع إمكانية تحميل القادرين تكلفة الفحص. ومن شأن هذه الخطوات أن تدعم جهود احتواء فيروس كورونا، والحد من الخسائر الاقتصادية، في وقت يبدو أن العودة إلى إغلاق قطاعات أو عزل مناطق يلوح في الأفق، ما يعيد الأوضاع إلى المربع الأول.

تعليق عبر الفيس بوك