بين الخيام والإعلام يحدث التغيير

هلال بن سليمان السالمي

بعدما انتشر موضوع المواطن الذي يسكُن في الخيام مع عائلته المكوَّنة من سبعة أفراد، وظهور أصحاب النخوة من موظفين في الدوائر الحكومية أو مسؤولي الصناديق الخيرية أو من أصحاب الهمم العالية أو متخذي القرارات في الدولة، تتبادر إلى أذهاننا عدة تساؤلات: هل الخيام هي ما أحدثت التغيير أم الإعلام؟

ونتوقع الإجابة بأنَّ الخيام سبب في تحرك الإعلام، وأن الإعلام سبب في تحرك المؤسسات الحكومية. وهل يستدعي تغيير واقع الحياة المعيشية للمواطنين أن يسكنوا فترة من حياتهم في الخيام أو أن يبحثوا عن قناة إذاعية للحصول على مسكن؟ أليس هناك من الأنظمة والقوانين ما يساعد على توفير حياة كريمة للمواطنين ولو بأبسط المقومات؟ ألا يوجد لدى الجهات المعنية معلومات عن حياة المواطنين؟ ألم تضع نهضة عمان الحديثة من اللحظة الأولى هدفها السامي توفير الحياة الكريمة للمواطنين؟ هل هذه الحادثة وليدة اليوم أم أنها موجودة في جميع ولايات السلطنة ولا تزال تنتظر دورها في الإعلام؟ لماذا تحركت الدوائر الحكومية الآن؟ ولماذا غُيرت بعض الأنظمة والقوانين لتُلائم ظروف الحالة؟ لماذا راعت وزارة الإسكان الظروف ووضعت استثناءً؟ هل الاستثناء يستدعي أن نعيش في الخيام؟ أم أن ننشر الموضوع في وسائل الإعلام؟ هل الحالات المماثلة لهذه الحالة سوف تحصل على الاستثناء؟

ولو أسقطنا هذه الحادثة على مجموعة كبيرة من المواطنين الذين لا يجدون المأوى المناسب، والذين لم تصلهم الكهرباء، والذين لم تصلهم الطرق الترابية، والذين لم تصلهم شبكة الاتصالات، لوجدنا أن الهدف الأول من التنمية لم يتحقق إلا لمن لديهم معرفة بصناع القرار، ولوجدنا أن العدل لم يتحقق بالكامل، وأن عدم الإنصاف وقع على مجموعة من المواطنين. فعلى سبيل المثال، نرى مواطنين حصلوا على الكهرباء مجانا، بينما جيرانهم حصلوا على الكهرباء بعد أن دفعوا ما يملكون من أموال، وهكذا بالنسبة للطرق وغيرها من الخدمات.

من وجهة نظري، أنَّ السبب الرئيسي الذي جعل من المواطن يعيش في الخيام هو الأنظمة والقوانين في وزارة الإسكان ووزارة التنمية الاجتماعية.. وغيرهما من الجهات والهيئات، والتي ربما لا يبذل بعض المسؤولين فيها جهدا للوقوف على حقيقة الوضع على أرض الواقع، ولا يضعون التصورات الملائمة للتطور الديموغرافي، مع العلم بأنَّ الاستثناء ليس حلا لمثل هذه الحالات، وأنَّ اللجوء إلى الإعلام ليس هو المخرج، إنما الحل هو البحث الاجتماعي ودراسة المجتمع بكل تفاصيله ودراسة متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين، والوقوف على احتياجاتهم، ووضع أنظمة وقوانين تضمن حقوقهم وتسهم في تحقيق تطلعاتهم.

... إنَّ الأمل يحدونا في أن يحقق العهد الجديد تحت القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- كلَّ تطلعات وطموحات المواطن، بإذن الله تعالى.

تعليق عبر الفيس بوك