الشعور بالدونية .. الأعراض والوقاية

 

آيات الجارحي *

* عضو الرابطة الأوروبية لعلماء الانثروبولوجيا

يُعّرف علماء النفس "الدونية"، بأنها عقدة نفسية وشعور قوي بعدم الأهمية، ويشعر معها الشخص بالعجز الإجتماعي أو النفسي بطرق تؤثر علي سلوكه.

وتسير الدونية في إتجاهين، الأول: أن يعمل الشخص علي نفسه، والإتجاه للنبوغ في مجال محدد والتفوق علي الأخرين، والثاني: الإنغلاق علي نفسه، والغرق في جلد الذات مما يؤدي لخروج الجوانب السلبية في شكل عنف أو جريمة .

ومن أبرز أسباب الشعور بالدونية، التنشئة الأجتماعية، فسوء معاملة الوالدين للشخص منذ الصغر، عن طريق عدم تعزيز الثقة بين الوالدين والطفل صاحب الشخصية الخجولة، يؤدي إلى نظر الشخص لنفسه بنظرة دونية ومن ثم الإنغلاق علي نفسه ورفض العالم الخارجي. بالإضافة إلى أن الطفل الذي تربي على أنه أقل مهاره من أقرانه، وأنه منبوذ من المحيطين به، فيؤدي ذلك إلى المزيد من الشعور بالدونية والنقص.

كذلك من أسباب الشعور بالدونية، أن يرى الأبوين أن جسد أبنائهم غير مناسب لإتمام بعض المهام، كما أن تدليل الأبوين للأبناء بشكل كبير أو ممارسة القسوة الشديدة أوعدم المساواة في المعاملة بين الأبناء، يساهم في تكريس المشكلة، فسوء معاملة الأبوين تؤدي في كثير من الأحيان إلى ضعف ثقة الأبناء بأنفسهم، والتي بدورها تؤدي إلى الشعور بالدونية، علاوة علي ذلك سوء معاملة الأصدقاء وبعض من أفراد المجتمع مما ينعكس علي الشخص بالدونية.

أما بالنسبة لطرق العلاج ، فإن إعطاء الطفل الفرصة منذ الصغر علي إبداء رأيه في كل المواقف التي تحدث، يساهم بشكل كبير في القضاء على أي محاولة لسيطرة الدونية على سلوك الطفل، وهناك الكثير من الأسر تعود أبنائهم على سماع آرائهم في الأبوين أنفسهم.

كذلك من أبرز طرق العلاج، تعويد الشخص علي تحمل المسؤولية منذ الصغر بطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها، وتعزيز ثقة الأبناء في أنفسهم منذ الصغر من خلال المدح البناء، فإن المدح في صورته التربوية السليمة يساهم في تكوين شخصية سليمة، كذلك يجب على الأبوين تهيئة الأطفال على تقبل أشكالهم من لون بشرة أو وزن أو الجسم، مع تكرار مدح الذات بالتذكير للصفات الجيدة التي يمتلكها الطفل.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة