جامعة الظاهرة

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

ليس هناك أدنى شك في أنَّ كل ما في عُمان هو لنا جميعاً ولا أقول إنَّ ابن مُحافظة الظاهرة لا يجد يعرف يكمل تعليمه، فإذا اتَّجه شمالاً هناك جامعة البريمي واذا اتَّجه شرقاً هناك جامعة نزوى وجامعات وكليات مسقط والشرقية وصحار وظفار وحتى في ولاية عبري هناك بعض الكليات للدراسات العُليا، ولكن السؤال المُهم هل الجامعة هي فقط ذلك البناء الذي يُشار إليه وإلى مسماه في مكان "ما".!

في نظري أنَّ الجامعة هي تلك المؤسسة التي تجمع قمة العلم والمعرفة وتجمع المجتمع وتستقطب مفكريه ومبدعيه وأنشطته، وبين بيئة جامعية وأخرى وحسب من هم على قمة إدارة أيِّ جامعة فإنِّها يمكن أن تنافس جامعات العالم في مراكز مُتقدمة وليس فقط باسم الجامعة بل بإنجازاتها العلمية التي يُمكن أن تصل إلى العالمية وكذلك جدية التعليم ومستوى خريجي تلك الجامعة، أما عن حركة التجارة والسياحة والاقتصاد بشكل عام فإنَّ الجامعة وحسب مستواها ومستوى فكر ونظر وطموح من يكونون في دفة قيادتها فيُمكن أن تكون واجهة اقتصادية غير مُباشرة لكل المنطقة وبأوجه مختلفة، وكذلك فإنَّ إبداع وعطاء الطالب المنتمي لجامعة محافظته فإنَّ هناك جوانب يطول الحديث فيها بل ليس هناك متسع لشرحها في هذه العجالة حيث إنَّ حياة طالب العلم وفي ذلك السن تماماً حياة المسافر والمقيم خارج منزل الأسرة لأسابيع أو أكثر من ذلك فإنَّ الفرق بعيد ناهيك عن شعور الوالدين واستقرارهم الفكري لمبيت أبنائهم في منزل الأسرة.

أعلم يقيناً أنني لا أقول أي جديد في هذا الجانب ولكن الجديد أنني أتحدث من الظاهرة ذلك الجزء الغالي من عمان، مُؤكداً على أنَّ هذا الجزء من عُمان أيضاً يزدحم بشواهد التاريخ والأحداث من قلاع وحصون وأسواق ومبانٍ وأفلاج والتنوع الزراعي والنفطي ومن الكم الهائل من التراث غير المادي ومن مواطن لأجمل وأغلى الجمال والخيل والصحاري برمالها الذهبية والجبال والتي يُمكن لها جميعاً أن تكون جزءًا من فكر جامعي نأمل أن يكون له جامعةً ومناراً والتقاءً لكل ماذكرت بل أن تكون معلماً لكل ما يتمنى أي عُماني وأن يكون له جزء بأي مُساهمة أياً كانت وأن يكون شريكاً إيجابياً في أي لقاء، الجامعة التي نتمنى أن تكون عالمية بلون وفكر وعطاء أهل الظاهرة.

ولكي نفصل الأمر من ناحية أخرى، فإنِّي أنظر شخصياً أن ليس كل طموح أو بناء أو كيان يجب علينا أن ننظر إلى الحكومة بأن تعمل كل شيء وإن لون العطاء والاستمرار بل والمحافظةِ عليه، سيكون منتظراً من الحكومة أيضاً وأن تقوم بذلك، ولكني على يقين كامل من أنَّ حكومتنا الرشيدة وإن رأت تلك الجدية الكاملة والعطاء غير المحدود من المُجتمع فإنها ستدعم وستُشارك وستبارك بكل قوة وبالكثير ولذلك فإنِّه من المؤمل من الجميع وكلٍ في مجاله ممن يملكون المال أو العلم أو المنصب أن يكونوا يداً واحدة في جعل هذا الحلم حقيقة ولكي أكون واضحاً كل الوضوح إن من يقوم على الإشراف أو الفكر أو العمل في بدايات التأسيس هي عقول صرفة عملت قبل اعتقاد المعرفة وحمل ورقة الشهادات أي أنَّ عملهم دون مُقابل أو استئجار مكاتب أو تبذير أموال من خلال السفر أو غيره ويمكن وإذا بدأت الفكرة في التبلور أن تكون المكاتب في إحدى الكليات أو الدوائر الحكومية وإني على ثقة أنهم سيرحبون بذلك..

وأخيراً وإذا قبل إحياء الأمر أن تبدأ بنظرة طيبة من وزارة التعليم العالي بالتنسيق مع وزارة الإسكان الموقرتين بتخصيص أراضي استثمار قبل أرض الجامعة نفسها وأن يبدأ متخصصون في شعبة من الجامعة تسمى (تنمية الاستثمار) وذلك شبيه بالجامعات العالمية التي تخصص أفضل العقول في هذا الجانب وذلك للاستمرارية والاعتماد الذاتي على المدى البعيد، علماً بأن أمنيتي في تنمية الاستثمار والتي أرى أنها على درجة كبيرة من الأهمية في كل أجهزة الدولة لما لذلك من فوائد في حفظ أراضي الملك العام ورسوخ المؤسسات واعتمادها على الرفد المستمر الذاتي بعيد المدى وأتمنى أن يبدأ ذلك الاستثمار من الطريق السريع في مسقط وحتى منفذ خطمة ملاحة وأن تكون أول قطعة أرض استثمارية وبمساحة مجزية لجامعة الظاهرة.

تعليق عبر الفيس بوك