الجمعية العمانية للتمريض.. جهود حثيثة من "خطوط الدفاع الأولى" في عصر "كورونا"

 

الرؤية- مريم البادية

أكدت الجمعية العُمانية للتمريض أنَّ تدشين "حملة التمريض الآن" يُسهم في تسليط الضوء على الكادر التمريضي، ليس فقط داخل السلطنة ولكن في كل أنحاء العالم، إذ إنِّها حملة دولية أطلقتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع مجلس التمريض الدولي وبرعاية جمعية بورديت تراست للتمريض.

وقال عبدالله الربيعي رئيس الجمعية إنَّ هذه الحملة تهدف إلى تعزيز دور التمريض في السلطنة، وتمكين الاستثمار الأمثل للكوادر التمريضية والارتقاء بمستوى المهنة، مشيراً إلى أنَّ الجمعية تهدف إلى تطوير مزاولة مهنة التمريض من النواحي العلمية والعملية ورفع مستواها، بما يعود بالنفع على أعضائها وعلى كافة المواطنين، وتعزيز دور التمريض في المجتمع عن طريق التعاون ما بين الجمعية ووسائل الإعلام. وبيَّن أنَّ من أهداف الحملة المشاركة والتعاون مع إدارة التمريض بوزارة الصحة والمؤسسات الأخرى للعمل على وضع ضوابط وقواعد وأخلاقيات مهنة التمريض بالسلطنة، والقيام بدور فعّال في حماية حقوق العضو في المجال المهني وتحسين أوضاعهم، وتمثيل كوادر مهنة التمريض أمام الجهات الرسمية بالسلطنة، وكذلك جمعيات التمريض العربية والأجنبية بهدف تبادل الأفكار والخبرات بما يتناسب مع الأنظمة المعمول بها في السلطنة بعد الحصول على الموافقات اللازمة بهذا الشأن، إلى جانب حضور المناشط العربية والدولية في مجال التمريض بعد الحصول على مُوافقة وزارة التنمية الاجتماعية.

وقالت خديجة بنت محمد البوصافية أستاذ علوم وعضو في مجلس إدارة الجمعية إنها انضمت إلى فريق تابع للهيئة العُمانية للأعمال الخيرية، يعمل على توزيع المؤن الغذائية للمتضررين من الجائحة، وتمثل دورها في التأكد من سلامة المتطوعين من خلال تقديم الإسعافات الأولية لمن يحتاجها. وأضافت أنها التحقت بعد ذلك بالمستشفى التطوعي المؤقت الذي نفذته الجمعية الطبية العمانية، وعملت هناك ممرضة للعناية بالحالات المؤكد إصابتها بالفيروس، مشيرة إلى التحديات اليومية التي تواجها، لكنها أكدت إيمانها بدورها الإنساني في ظل هذه الجائحة.

وأطلقت الجمعية كذلك مُبادرة "الصحة أولوية في حياتنا"، وفي هذا الإطار قالت البوصافية ، إن هذه المبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على جهود الكادر التمريضي خط الدفاع الأول في هذه الأيام، وذلك من خلال طرح فيديوهات تتحدث عن الجهود المبذولة خلال التعامل مع مرضى الكورونا.

وقال سيف العبري ممرض بقسم العناية المركزة بمستشفى عبري إن التعامل مع المرضى المصابين بالأمراض المعدية ليس بالأمر الجديد علينا، فنحن كنَّا ولا نزال نتعامل مع مرضى مصابين بأمراض معدية، لكن تعاملنا مع مرضى كورونا مثل تحديا جديدا بلا شك. وأضاف: "كل يوم نذهب إلى عملنا ونحن متوكلين على الله بأن يحفظنا من هذا الفيروس ومتسلحين بسلاح العلم الذي سوف نُحارب به هذا الفيروس". وتحدث العبري عن مشاعر القلق التي تتبادر إلى أذهانهم أثناء تأدية الواجب الإنساني والخوف من نقل الفيروس لعائلاتهم، وقال: "نأخذ جميع التدابير الاحترازية ونتحمل صعوبة التأقلم مع  الكمامات والملابس الواقية التي نرتديها تفاديا للعدوى خصوصا وأننا نظل بهذا اللباس لمدة طويلة".

وقال إبراهيم المعمري ممرض صحة مدرسية في محافظة الظاهرة، إن التمريض يمثل خط الدفاع الأول حالياً لمواجهة جائحة كورونا، لما يقدمه من تضحيات في تقديم الرعاية اللازمة لمرضى كورونا. وأضاف: "نحن ممرضي الصحة المدرسية انتقلنا إلى العمل في المؤسسات الصحية بالمحافظة لتقديم الدعم لزملائنا في هذه المؤسسات بعد توقف الدراسة". وأشاد المعمري بوعي فئات عدة من المجتمع ودورها في الحد من انتشار المرض، لكنه أبدى أسفه من بعض التجاوزات وعدم التزام البعض بتوجيهات "اللجنة العليا"، الأمر الذي يزيد الضغط على العاملين الصحيين. وعن دوره في مواجهة الجائحة، أوضح المعمري قائلاً: "منذ بداية الأزمة قدمنا التوعية اللازمة للطلبة والمجتمع من خلال المحاضرات وفعلنا دور الإذاعة المدرسية". وأضاف أنه التحق بعد ذلك بمستشفى ينقل.

ويسرد المعمري قصة واقعية مع أحد الممرضين، عندما استقبل حالة طارئة، وكان المريض يُعاني من صعوبة في التنفس، وأدخل مباشرة إلى غرفة الطوارئ، وتحسنت حالة المريض، لكنه كان يحتاج إلى مزيد من الرعاية ليقرر الطبيب المباشر تحويله إلى المستشفى المرجعي في المحافظة، وتم اختيار الممرض لمُرافقة المريض في سيارة الإسعاف. وأضاف أنَّه تبين بعد عدة أيام أنَّ المريض مصاب بكورونا، وبدأ ينتاب الممرض المرافق الخوف من انتقال العدوى له على الرغم من احتياطاته الكاملة، وعاش فترة من القلق الدائم حتى ظهرت نتيجة التحليل سلبية. وشدد المعمري على أنَّ مثل هذه المخاوف تنتاب جميع الطواقم الطبية كل يوم، حيث يخالطون مريضا بهذا الفيروس.

تعليق عبر الفيس بوك