وداعًا.. أحمد راضي

 

لم تقتصر نجومية اللاعب على ذلك، بل سجل تاريخا جديدا لسجله الكروي بالمشاركة في دورتين أولمبيتين

 

محمد العليان

رحل أسطورة ونجم الكرة العراقية الأنيق الكابتن أحمد راضي، متأثرا بإصابته بفيروس "كورونا"، حيث أُدخل اللاعب إلى المستشفى في بغداد الأسبوع الماضي تقريبا، إثر إصابته، ثم خرج بعد ذلك بعد أن تحسنت صحته، لكنه بعد خروجه بأيام تدهورت صحته مرة أخرى، وعاد للمستشفى مرة أخرى، قبل أن تُعلَن وفاته.

وقع الخبر كالصاعقة على المجتمع العراقي ووسطه الرياضي بصفة خاصة، وعلى كل الوسط الرياضي العربي وجماهير كرة القدم بالتحديد، وشمل الحزن أيضًا مسؤولين عرب ودوليين وكذلك الاتحاد الدولي "الفيفا"، عبروا عن حزنهم العميق لوفاة النجم الكروي العراقي، مستذكرين مسيرة وحياة النجم، وما أضافه للكرة العراقية والعربية على مدى عقد ونصف العقد من الإنجازات المحلية والدولية، ومسيرة حافلة بالألقاب مع المنتخبات العراقية والأندية التي لعب لها.

رحل النجم أحمد راضي وهو يرتدي الزي واللباس الأخضر الذي طالما ارتداه وأحبه ودافع عنه على مدى سنوات كثيرة في الملاعب الخضراء والبطولات الكروية المختلفة، وظل مرتديا الرقم 8، الذي اشتهر به طوال مسيرته الرياضية الكروية، رحل عن عمر يناهز 56 عاما؛ قضى معظها في ملاعب كرة القدم، لاعب خلوق جدا وهادئ وهداف من طينة الكبار، حصل على لقب أفضل لاعب في قارة آسيا عام 1988، وتوج أيضا بهداف بطولة كأس الخليج الثامنة التي أقيمت في المملكة العربية السعودية عام 1988م، وشارك أيضا في بطولة كأس العالم مع المنتخب العراقي الأول والتي أقيمت في المكسيك عام 1986، وتمكن من إحراز هدف المنتخب العراقي الوحيد في البطولة في مرمى المنتخب البلجيكي، وتعتبر مشاركة النجم العراقي أحمد راضي في بطولة كاس العالم من أهم الإنجازات التي حققها في تاريخه الرياضي.

لم تقتصر نجومية اللاعب على ذلك، بل سجل تاريخا جديدا لسجله الكروي بالمشاركة في دورتين أولمبيتين؛ الأولى في ولاية لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1984م، والأخرى في سيئول بكوريا الجنوبية عام 1988م، وسجل هدفيْن في البطولة، وأيضا أسهم في الفوز بالبطولة العربية كأس العرب عامي 1985م و1988م وذهبية الأسياد عام 1982م وبطولة كأس الخليج مرتين عام 1984م بالسلطنة، وعام 1988م بالسعودية.

احترف الراحل في قطر في نادي الوكرة من عام 1993 إلى 1997م، ولعب لأشهر الفرق العراقية فريقي الرشيد والزوراء، قضى النجم العراقي 17 عاما مع المنتخب ولعب تقريبا 20 مباراة دولية، وسجل تقريبا 60 هدفا، وحقق مع فريق الرشيد العراقي 3 ألقاب لبطولة الأندية العراقية، وإجمالي بطولاته مع الأندية العراقية 22 بطولة من دوري وكأس وبطولة سوبر.

تاريخ حافل لهذا النجم الراحل، الذي يعدُّ من الشخصيات العراقية التي لا يختلف عليها اثنان.. رحم الله النجم أحمد راضي وأسكنه فسيح جناته، ورزق أهله ومحبيه الصبر والسلوان.