استياء عميق من القيادة الأمريكية في عهد ترامب

استطلاع عالمي: الصين تهزم الولايات المتحدة في معركة "كورونا"

تزايد التأثير السلبي لأمريكا على الديمقراطية العالمية

ترجمة - رنا عبدالحكيم

أظهرَ استطلاعٌ عالميٌّ أنَّ الصين هزمت الولايات المتحدة في معركة التعامل مع فيروس كورونا؛ حيث تعتقد ثلاث دول فقط من أصل 53 أن الولايات المتحدة تعاملت مع الوباء بشكل أفضل من منافستها العظمى: الصين، حسبما نشرت صحيفة ذا جارديان البريطانية.

ويأتي الاستطلاع قبل مؤتمر موسع حول مستقبل الديمقراطية هذا الأسبوع، من المقرر أن يشارك فيه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ووزير الخارجية السابق جون كيري، والناشط المؤيد للديمقراطية في هونج كونج جوشوا وونج. ومن المرجح أن يمثل المؤتمر نقطة تجمع للنشطاء الديمقراطيين؛ حيث تدخل الصين والولايات المتحدة في منافسة أيديولوجية أكثر وضوحًا.

وشمل الاستطلاع 53 دولة وشارك فيه 120000 شخص وأجرته شركة الاستطلاع الألمانية "داليا" للأبحاث ومؤسسة تحالف الديمقراطيات، وهي منظمة يرأسها الأمين العام السابق لحلف الناتو أندرس فوج راسموسن. وأظهر الاستطلاع استياءً عميقًا من القيادة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب.

ووجد الاستطلاع أن المواطنين في اليونان (89%)، وتايوان (87%)، وأيرلندا (87%)، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، والدنمارك (جميعهم 86%) سعداء بأداء حكومتهم في السيطرة على الفيروس التاجي. وفي أسفل القائمة حلت البرازيل وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وقال ثلث الأشخاص المستطلعة آراؤهم حول العالم: إنَّ الولايات المتحدة استجابت بشكل جيد لـ"كوفيد 19"، مقارنة مع أكثر من 60% ممن قالوا إن رد الصين كان جيدًا. وفي ثلاث دول فقط، وهي تايوان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، يعتقد عدد أكبر من المشاركين أن الولايات المتحدة استجابت للوباء بشكل أفضل، مقارنة مع الصين.

وفي انعكاسٍ لعدم شعبية ترامب على الصعيد العالمي، يعتقد ثلث الأوروبيين فقط أنَّ الولايات المتحدة قوة إيجابية للديمقراطية العالمية، مقارنة مع النصف الذين يقولون إنَّ لها تأثيرًا سلبيًّا. وانخفض الرقم الإيجابي بنسبة 4% مقارنة مع نفس المسح العام الماضي. وتقول الأغلبية في جميع الدول الأوروبية الـ15 التي شملتها الدراسة الاستقصائية أن الولايات المتحدة لها تأثير سلبي على الديمقراطية العالمية؛ حيث سجلت النتيجة السلبية الصافية -40% في ألمانيا.

وأظهر الاستطلاع أنَّ هذا النوع من الإجراءات الحمائية التجارية أدى لزيادة ملحوظة في الشعور المعادي للولايات المتحدة داخل الصين. وتضاعفت حصة الصينيين الذين يعتقدون أن للولايات المتحدة تأثيرا سلبيا على الديمقراطية في جميع أنحاء العالم تقريبًا منذ العام 2019 من 38% إلى 64% في العام 2020، مما دفع الصين إلى أعلى مرتبة باعتبارها الدولة الأكثر انتقادًا للولايات المتحدة.

وقال لارس لوكه راسموسن رئيس الوزراء الدنماركي سابقا: "كوفيد-19" هو أيضًا اختبار للديمقراطية. لا تزال الديمقراطية حية في قلوب وعقول الناس في جميع أنحاء العالم، لكن هذه الدراسة تسلط الضوء على الانفصال بين المواطنين وحكوماتهم. يجب أن يكون بمثابة دعوة للاستيقاظ للقادة الديمقراطيين أن الناس يريدون المزيد من الديمقراطية والحرية بعد "كوفيد 19".

وقال نصف الأمريكيين وما يزيد قليلاً على نصف الفرنسيين والإيطاليين والبلجيكيين إنَّ بلادهم ديمقراطية. وتظهر كل دولة شملها الاستطلاع "عجزًا ديمقراطيًّا"؛ أي فجوة بين النسبة المئوية التي تشعر أن الديمقراطية مهمة، وأولئك الذين يشعرون أنهم يعيشون في بلد ديمقراطي.

وتمَّ تسجيل أكبر عجز ديمقراطي في فنزويلا (50%)، وبولندا (48%)، والمجر (42%)، وأوكرانيا (39%) وتايلند (35%).

وأجرت مؤسسة تحالف الديمقراطيات سابقًا بحثًا حول مدى التدخل في الانتخابات من قبل الدول الاستبدادية مع تقديم توصيات حول الكيفية التي يمكن لشركات وسائل التواصل الاجتماعي أن تفعل المزيد لإغلاق الروبوتات التي تديرها الحكومات الأجنبية. واستبعد جوزيف بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إقامة تحالف عبر الأطلسي ضد الصين قبل يوم واحد من المحادثات مع بومبيو، ودعا إلى "أجندة كبيرة وإيجابية للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين".

تعليق عبر الفيس بوك