"ذا جارديان" ترصد محاور إدارة مخاطر المرحلة الجديدة

نيوزيلندا "الخالية مؤقتا من كورونا" تواجه 5 تحديات لـ"تسطيح المنحنى" نهائيا

ترجمة - رنا عبدالحكيم

نقلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، عن مركز أبحاث (Te Pūnaha Matatini) -ومقره جامعة أوكلاند- أنه من المحتمل جدًا الآن -وبنسبة أعلى بكثير من فرصة 95%- أن تكون نيوزيلندا قضت على فيروس كورونا (كوفيد 19) تمامًا، وذلك على خلفية نجاح البلد خلال الأسبوع الماضي من تسجيل صفر إصابات نشطة بالفيروس التاجي.. واعتمد المركز على نموذج رياضي في جامعة أوتاجو.

وقال تقريرٌ للصحيفة إنه ومع الاستمرار في إعادة بناء الاقتصاد، هناك العديد من التحديات المقبلة إذا كانت نيوزيلندا ترغب في الاحتفاظ بوضع "كوفيد 19" الخالي من المرض. وعقَّبت الصحيفة على ذلك بالقول: "يبقى من المهم أن يدعم العلم الجيد تقييم وإدارة المخاطر الحكومية".. مشيرة إلى أنَّ نيوزيلندا بحاجة لإصلاح عاجل للنظام الصحي، بما في ذلك إنشاء وكالة وطنية جديدة للصحة العامة للوقاية من الأمراض ومكافحتها.

وأوصت الصحيفةُ الحكومةَ النيوزيلندية -للإبقاء على معدل "صفر إصابات"- بضرورة إطلاق نظام مراقبة عالي الأداء، لتوفير تأكيد بأنه في حالة فشل مراقبة الحدود سيتم اكتشاف أي حالات جديدة بسرعة، وتحديدهم جميعًا وعزلهم كي لا يصيبوا آخرين، كما طالبت بتجنُّب الرضا عن النفس وتفشي المرض، قائلة: "إن إستراتيجية القضاء الحاسمة لنيوزيلندا نجحت، ولكن من السهل أن تصبح راضيًا. العديد من البلدان الأخرى التي تتبع نهج الاحتواء لديها تفشي جديد، لا سيما سنغافورة وكوريا الجنوبية وأستراليا... الحفاظ على القضاء سيكون تحديًا".

ولا تزال المطارات والموانئ ومرافق الحجر الصحي مواقع محتملة للانتقال من الخارج، خاصة بالنظر إلى الضغط لزيادة أعداد الوافدين.

وتحت عنوان "خمس طرق رئيسية لحماية صحة نيوزيلندا على المدى الطويل"، قالت "ذا جارديان": كما أعدت نيوزيلندا العُدَّة لمواجهة الوباء، فإنَّ فترة ما بعد القضاء تتطلب "أقصى قدر من الاستباقية". وذكرت خمسة منهجيات عمل رئيسية لإدارة المخاطر لتحقيق حماية دائمة لنيوزيلندا من "كوفيد 19" وغيرها من التهديدات الخطيرة للصحة العامة؛ هي: استخدام أقنعة الوجه القماش في أماكن محددة لإيجاد حواجز متعددة للعدوى أو التلوث، فمع نهاية التباعد الجسدي "نوصي بأن تنظر الحكومة بجدية في جعل القناع يُرتدى إلزاميًا في وسائل النقل العام وعلى الطائرات وفي مراقبة الحدود ومرافق الحجر الصحي".

المنهجية الثانية -بحسب الصحيفة- تتمثل في تحسين فاعلية تتبع الاتصال باستخدام أدوات رقمية مناسبة، موضحة "يجب أن تتمتع هذه الحلول الرقمية بامتصاص مرتفع وتدعم تتبع الاتصال السريع جدًا". والمنهجية الثالثة: تطبيق نهج قائم على العلم لإدارة الحدود؛ وقال تقرير الصحيفة "تعدُّ العودة الحذرة إلى مستويات أعلى من السفر الداخلي والخارجي مهمة لأسباب اقتصادية وإنسانية، لكننا بحاجة لتقييم المخاطر بعناية؛ يتضمن هذا الانفتاح عمليتيْن مُختلفتين؛ الأولى: توسيع الفئات الحالية للأشخاص المسموح لهم بدخول نيوزيلندا إلى ما هو أبعد من المقيمين وأسرهم وعدد قليل من الآخرين، وسيتطلب هذا عادةً استمرار الحجر الصحي الروتيني لمدة 14 يومًا، حتى يتم تطوير طرق محسنة". والتوسع المحتمل الثاني هو الدخول الخالي من الحجر الصحي، والذي سيكون أكثر أمانًا من البلدان التي تفي بأهداف القضاء المماثل.

بينما كان إنشاء وكالة وطنية للصحة العامة مخصصة هو المنهجية الرابعة التي أوصت بها "ذا جارديان"؛ قائلة: "حتى قبل انتشار كوفيد 19 بنيوزيلندا ، كان من الواضح أن البنية التحتية للصحة العامة الوطنية قد فشلت بعد عقود من الإهمال والتجزئة والتآكل.. وقد تم تسليم تقرير مراجعة نظام الصحة والإعاقة الشامل إلى وزير الصحة في مارس، وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يوصي بتحسين كبير في قدرات الصحة العامة.. ينبغي الآن نشر هذا التقرير وتوصياته. وتابع تقرير الصحيفة بأنه "يمكن لمثل هذه الوكالة أن تساعد في تجنب الحاجة لعمليات الإغلاق عن طريق الكشف المبكر، واتخاذ إجراءات استجابة لتهديدات الأمراض المعدية الناشئة، كما حققت تايوان خلال الوباء الحالي".

آخر المنهجيات الخمسية -بحسب الصحيفة- كان الالتزام بالتغيير التحويلي لتجنب التهديدات العالمية الرئيسية، فـ"لكوفيد 19 آثار صحية واجتماعية مدمرة على مستوى العالم. حتى إذا تمت السيطرة عليه بواسطة لقاح أو مضادات للفيروسات، فلا تزال هناك تهديدات صحية رئيسية أخرى، بما في ذلك تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتهديدات الوجودية، وهي تهديدات تحتاج إلى اهتمام عاجل.

تعليق عبر الفيس بوك