الرؤية - مريم البادية
خلال الأيام العشر الماضية فارق مواطنان الحياة وأصيب اثنان آخران بجروح وكسور وإصابات بالغة سببها واحد هو السقوط من أعلى الجبال، وهذه هي الحوادث التي سجلتها شرطة عمان السلطانية وحدها ناهيك عن الحوادث الأقل خطرا.
ومن غير المتعارف عليه انتشار رياضة تسلق الجبال في عمان لكن التسلق لهدف آخر منتشر ومعروف، هذا السبب هو: العسل الجبلي الذي كان، للأسف، وراء تزايد حالات الإصابة والسقوط، خاصة مع بدء موسم "البرم" الذي يعني وفرة غذاء النحل الطبيعي.
وخلال الأيام العشر الماضية نشرت شرطة عمان السلطانية عددا من حوادث السقوط من سفوح الجبال، بدأت في يوم الأربعاء الماضي بتنفيذ عملية نقل جثمان مواطن إثرَ سقوطه من أعلى سفح جبل بنيابة الجبل الأخضر، وفي صباح السبت نقل مواطن تعرض للسقوط من أعلى سفح أحد الجبال بمنطقة الجيلة في ولاية سمائل وتم نقله إلى مستشفى خولة، إلا أنه فارق الحياة نتيجة الإصابات البليغة التي لحقت به. وفي يوم أمس نفذ طيران الشرطة عملية إنقاذ مواطن إثر سقوطه من أعلى سفح جبل بمنطقة الجفرة بولاية عبري وأصيب بكسر في الساق وتم نقله إلى مستشفى عبري المرجعي لتلقي العلاج، واليوم جرى إنقاذ مواطن آخر إثر سقوطه من أعلى سفح جبل بولاية ينقل.
وكما يختبئ نحل العسل بين شقوق الجبال العالية يختبئ الخطر بين الحرص على زيادة الدخل بجمع العسل الجبلي، مع عدم الإلمام الكافي بسبل الحماية من خطر السقوط، فالبحث عن الرزق شرف والسعي إليه واجب لكن تعريض النفس للخطر لا يغتفر.
وبتواصلنا مع شرطة عمان السلطانية أكدت على ما ناشدت به المواطنين من أهمية توخي الحيطة واتباع إرشادات السلامة أثناء تسلق الجبال، وعدم التسلق بشكل منفرد وخاصة أثناء ارتفاع درجات الحرارة.
وحتى لا تتكرر حوادث فقدان الأرواح أو الصحة عبر هذه الحوادث فالأمل معقود على وضع خطط ودراسات للاستفادة الاقتصادية من العسل الجبلي وفي نفس الوقت إتاحة الفرص الآمنة للمواطنين للاستفادة من هذه الثروة التي حبا الله بها جبال عمان.
