براويز على عتبة الجائحة

 

أسماء بنت غابش الخروصية

 

جرت العادة أن كل الأزمات تنتج عنها فرص ثمينة، ونتعلم منها دروساً عظيمة، كذلك ضيفتنا وضيفة العالم لا يخلو من فرص مبرزة رغم الخطورة البالغة لهذه الجائحة، أوجدت سباقا وتحديا على نطاق واسع عالمياً من سيكون له السبق في حمل السيف ويبترها بالعلاج في يوم وليلة ولكن لا سبيل لذلك فما تزال تحوم حولنا وتصول وتجول ضاربة بعرض الحائط المهم أنها جعلت العالم يدور حول نفسه. لكن دعنا منها غمة وتزول ...هيا قليلاً نقف على عتبتها بشيء من التنوع ولمحة من البراويز الصينية ونحن في ترقب واحتراز وننظر إليها من زوايا مختلفة وبجانب إيجابي، حدثت وتحدث تلقائيا من غير توقع ..غمة وتزول ...وهذا هو حال الأزمات .

التغيير المفاحئ

كنا نعيش في التقارب، كنَّا كل واحد منِّا يسبح في ملكوته يجوب يومه في شغل وشغيل وبجواره شماعة يعلق عليها أعذاره - أنا مشغول - لم أجد فرصة للتواصل أو لزيارة الأهل أو الأقرباء، وإن صارت هذه الزيارة تكون برفقة المدلل الافتراضي في اليد نقلبه حتى ونحن في تجمع الأهل تكون أجسادنا حاضرة وأذهاننا في شرود. جاءت الجائحة وصار الحجر المنزلي إلزاما. هنا أدركنا نعمة زيارة الأهل والتجمع الأسري. وأصبح عندنا هاجس الممنوع مرغوب وزاد الشوق.وكثر الحنين . دوام الحال من المحال.

 سواعد واعدة بالخير

شبابنا، أولادنا، إخواننا جواهر تمشي على الأرض طاقات من الأفكار والابتكار والعبقرية فقط تحتاج من يأخذ بأيديهم ويصقل مواهبهم وأفكارهم في المجال العملي وتطبيق ابتكارهم في شتى مجالات العمل ومواكبة لنهضة متجددة، ودخول مفاجئ من الجائحة أصبحت الظروف مواتية لهم ولمواهبهم. هم الاستثمار الحقيقي لهذا البلد ومستقبله، وهم من يعول على سواعدهم.. توجد الفرص من بطن المحن.

كوادر من ذهب

كعادتهم كوادر هذا البلد ..في الأزمات ..العمل يدا بيد لإدارة ومواجهة الأزمة بكل اقتدار، هم ثمار تربية قائد أفنى حياته في حب هذا الوطن، ليكونوا بقدر المسؤولية المُلقاة على عاتقهم لمواجهة الجائحة بحكمة وحنكة، ومهما تكن صعوبة هذه الجائحة، جندوا أنفسهم ليكونوا خطا للدفاع الأول في حماية هذا البلد، والسهر على راحة المواطن والمقيم سواء دون تمييز.يسهرون لأجلنا..فلنبقى في البيت لأجلهم...شعب تربى على يد السلاطين.

 

 

 

جحة وأخواتها

 تتميز بلادنا بخيرات عظيمة في بحرها وسهولها وجبالها، وكانت هذه الخيرات لا ترى في الأسواق المحلية وبعيدة عن يد المستهلك رغم أنها من أجود المنتجات. وذلك بسبب دحرجت الجحة (البطيخة) وأخواتها لخارج الحدود، ونراها زاهية في أسواقهم. ولكن على أعتاب دخول الجائحة تغيرت الموازين وتجددت الأحوال وأصبح الاكتفاء الذاتي أولا...فأدرك المواطن المزارع أن بلاده أولى بهذه الخيرات الطيبة.

نصف المجتمع

 أنت أيتها المرأة التي أعددتِ لتكوني نصف المجتمع كنت مثالاً رائعاً في الأزمات، لم تكترثي بموضوع ملابس العيد لأنك تذكرتِ أن هناك وطناً يئن بثقله على مواجهة ضيفة خطيرة جائحة تحوم حولنا جميعاً، لا نعرف من أين تطرق الباب فتقلب فرحنا مأساة وحزنا...ملابس العيد فداء لأسرتك وفداء للوطن وثوبنا هو ثوب صحة وسلامة الوطن..أكيد عندما رجعتِ لذاكرتك في ملابس تم تخييطها ولم تلبس مخزنة في خزانة الملابس. من الأعياد السابقة تنفع لإنقاذ الموقف ... ومثل ما قيل "بيت الطين ما يخلو من الطحين" وفي مجمل الحديث لباسك هذا العيد لباس العافية لك ولأسرتك وللوطن... ملبوس العافية يا وطن.

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك