الدول الأوروبية تواصل فتح القطاعات رغم تسجيل إصابات جديدة بـ"كورونا"

ترجمة - رنا عبدالحكيم

بدأ العديدُ من الدول الأوروبية إنهاء الإغلاق العام الذي فرضته جائحة فيروس كورونا، ورغم ما قد تكون سجلته من معدلات إصابة متفاوتة، إلا أنها حافظت على اتجاه هبوطي عام في معدل الإصابات اليومية الجديدة، حسبما نشرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

وعلى الرغم من ذلك، تُوَاصِل مُعظم الحكومات تحذيراتها من تهديد حقيقي في ظل مخاوف من اندلاع موجة ثانية من الإصابات بـ"كوفيد 19"، مع التشديد على أهمية التباعد الجسدي لتفادي انتشار الفيروس مجددا في ظل تخفيف القيود المفروضة على الحياة العامة.

ففي فرنسا، من المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية من إنهاء الإغلاق هذا الأسبوع، بعدما بدأت باريس في تخفيف الإغلاق منذ 11 مايو، عندما سُمِح للناس بالخروج من منازلهم، مع فتح المتاجر وعودة بعض التلاميذ إلى مدارسهم. لكن شهدتْ البلاد حالات إصابة في مواقع مختلفة، سواء المستشفيات أو المسالخ البلدية أو بيوت الشباب أو المدارس أو خلال الجنازات، علاوة على أن السلطات تسعى لإجراء فحص كورونا لنحو 400 شخص حضروا مباراة كرة قدم غير قانونية في ستراسبورج. غير أن علماء الأوبئة يقولون إن تسجيل 1000 حالة جديدة يوميا يمثل "منطقة آمنة" لفرنسا.

وفي ألمانيا، تخوض المستشارة أنجيلا ميركل تحركا ضد رؤساء ولايات البلاد الـ16، الذين يتمتعون بصلاحيات واسعة لاتخاذ قرار بشأن إجراءات الإغلاق ويريدون رفعها أسرع مما تريد. وشهدت ألمانيا حالات إصابة جديدة منذ بدء رفع الإغلاق جزئيا، على الرغم من التباعد الجسدي، حيث أصيب أكثر من 100 شخص بعد قداس كنسي في فرانكفورت يوم 10 مايو. وجاءت نتيجة الاختبارات إيجابية لأكثر من 12 شخصا بعد افتتاح مطعم في بلدة لير الشمالية، في حين حدث تفشٍ كبير في مخازن أمازون وفي العديد من مصانع تعبئة اللحوم في جميع أنحاء البلاد. وقال مسؤولون في برلين -حيث أعيد فتح الحانات والمطاعم في 15 مايو- إن معدل الإصابة بالفيروس في العاصمة ارتفع إلى 1.37 نقطة من أقل من 1 نقطة.

وإلى إسبانيا؛ حيث حذَّر رئيس هيئة الطوارئ الصحية فرناندو سيمون، مجددا، من أن التقدم الذي أحرزته البلاد بشق الأنفس، يجب ألا يؤخذ على أنه أمر مسلم به، قائلاً إن تفشي المرض بسبب "طرف صغير بريء يمكن أن يكون بداية وباء آخر". كان سيمون يتحدث بعد اكتشاف ست حالات جديدة في بلدة صغيرة في منطقة جنوب شرق إسبانيا، مرتبطة على ما يبدو بعامل زراعي ذهب للعمل رغم ظهور أعراض المرض.

وفي إيطاليا، شهدت البلاد قفزة كبيرة في الحالات في منطقة لومباردي الأكثر تضررا، بعد أن تم رفع إجراءات الإغلاق الصارمة في 4 مايو، وهي المرحلة الثانية من حالة الطوارئ. وبعد أسبوع، ارتفعت الإصابات الجديدة في المنطقة إلى 1000 مقارنة ببضع مئات قبل رفع الإغلاق. ولا تزال لومباردي مسؤولة عن معظم الحالات اليومية الجديدة البالغ عددها 300-600 في البلاد، بانخفاض من 6500 يوميًّا في مارس.

أما الدنمارك، وهي أول دولة في الاتحاد الأوروبي تبدأ في الخروج تدريجيًّا من إجراءات الإغلاق، فقد قالت إنها لم تشهد "أي علامة" على تسارع الوباء، مع بقاء معدل العدوى أقل من 1. وقال كبير علماء الأوبئة إن الموجة الثانية تبدو غير محتملة، فالإصابات الجديدة تتراوح بين 30 و60 في اليوم، مقارنة بذروة سابقة عند ما يقرب من 400 حالة مصابة.

تعليق عبر الفيس بوك