نفذها المرصد الاجتماعي بمجلس البحث العلمي

حلقة نقاشية حول أساليب التنشئة الوالدية في ظل الحجر المنزلي

...
...
...
...

مسقط – الرؤية

نفذ برنامج المرصد الاجتماعي بمجلس البحث العلمي حلقة نقاشية افتراضية عبر أحد برامج الاتصال عن بُعد بعنوان "أساليب التنشئة الوالدية في ظل الحجر المنزلي". وأدار الحلقة الدكتور سعيد بن سليمان الظفري مدير المرصد الاجتماعي بمجلس البحث العلمي، وذلك باستضافة كل من صاحبة السمو السيدة الدكتورة تغريد آل سعيد أستاذ مساعد بقسم علم النفس بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، صاحبة حضانة كتابي جليسي ورائدة في مجال العمل التطوعي المجتمعي، وجناب السيدة بسمة آل سعيد - وهي إخصائية في الصحة النفسية والتنويم الإيحائي الإكلينيكي، وصاحبة عيادة همسات السكون للاستشارات النفسية، وبمشاركة 65 مهتما من داخل السلطنة وخارجها، من الأكاديميين والباحثين وأولياء الأمور.

وألقت الحلقة النقاشية الضوء على أساليب التنشئة الوالدية الشائعة لدى الأسر العمانية، خاصة في ظل الجائحة، وأشارت صاحبة السمو السيدة الدكتورة تغريد آل سعيد إلى أن موضوع التنشئة الوالدية يتصدر القضايا اليوم كوننا جميعا ملتزمون بالحجر المنزلي، موضحة أن أساليب التنشئة يربطها خط متصل، وأهمها الأساليب السوية الوسطية كأسلوب الحزم أو أسلوب العطف مع الالتزام بالضوابط والتعليمات والقوانين، وتتعدد الأساليب الوالدية، فمنها المتذبذب، والحماية الزائدة، والتساهل، والتسامح، والعداء، والنبذ العاطفي، والتفرقة في المعاملة.

وعن أكثر الأساليب الوالدية شيوعا في التنشئة، قالت جناب السيدة بسمة آل سعيد إن الأساليب الأكثر شيوعا تنقسم إلى قسمين، هناك من يعامل أطفاله بالأساليب التقليدية المستقاة من العادات والتقاليد (الحزم الشديد، الأطفال ليس لهم كلمة، إلخ)، وهناك من يعامل أطفاله بأساليب تنشئة حديثة (الحوار مع الطفل، للطفل حق في اتخاذ القرار والتعبير... إلخ) وفقا لما تيسر لهم من وعي حول أساليب التربية نتيجة القراءة والتواصل مع أهل الاختصاص.

وحول العوامل المؤثرة في الأساليب التي يتبناها الوالدان في تعاملهم مع الأطفال، قدمت صاحبة السمو السيدة د. تغريد آل سعيد موجزا عن تلك العوامل التي قسمتها إلى 4 أقسام (العوامل الشخصية، والعوامل الأسرية، والعوامل المجتمعية، والعوامل العالمية)، وكلها تؤثر بدرجة أو بأخرى في تبني تلك الأنماط، وتفند العوامل الشخصية للوالدين بوصفها أكثر العوامل تأثيرا في تبني أنماط معينة دون غيرها.

وعن العوامل الأسرية، قالت صاحبة السمو إنّ شيوع المشكلات الأسرية كالطلاق والعنف الأسري والخلافات الزوجية وغيرها من المشكلات سبب في تبني أنماط معينة دون غيرها والتي عادة تتسم بالسلبية تجاه الأطفال. وفيما يتعلق بالعوامل المجتمعية، قالت إنّ تدخل الأسرة يسهم بشكل كبير في تبني أساليب معينة دون غيرها، والتي تنسجم وتتفق مع أساليب التنشئة في الأسرة الممتدة، بالإضافة إلى تأثير عوامل أخرى كجماعة الرفاق، والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والعادات والتقاليد والجانب الديني. وعن العوامل العالمية المؤثرة فهو يتمثل على سبيل المثال لا الحصر: الإنترنت والعالم الافتراضي.

واختتمت الحلقة النقاشية باستعراض رسائل سريعة لتبني أنماط تنشئة إيجابية لخصتها صاحبة السمو د. تغريد في: تبني لغة الحوار ومهارة الاستماع الجيد للأطفال، والمشاركة الوالدية، والمساندة العاطفية، واتباع توكيدات إيجابية يسمعها الطفل، ونشر الاحترام، والقدوة الإيجابية، وضبط التربية بالحزم والحب، والتركيز على جودة الوقت، واستثماره، وتقديم النصح والتدريب على مهارات التأقلم، وأخيرًا التوبيخ لسلوك الطفل عند الخطأ وليس شخص الطفل. كما أكدت ضرورة حل المشكلات الزوجية قبل مشكلات الأطفال، والتعامل مع مشكلات الأطفال باتزان وذهن صاف، والحوار الصادق مع الأطفال، وأخيرا التعاطي مع الوضع الحالي باعتباره وضعا طبيعيا وعدم المبالغة فيه.

تعليق عبر الفيس بوك