الدنمارك تتحول إلى "قدوة حسنة" في إعادة فتح المدارس

ترجمة- رنا عبدالحكيم

نجحت الدنمارك في إعادة فتح المدارس بعد غلقها بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، فيما تكافح السلطات لفرض تدابير السلامة لضمان عودة منظمة للتلاميذ الصغار إلى الفصول الدراسية، حسبما نشرت صحيفة ذا جارديان البريطانية.

وسعت دورتيه لانج نائبة رئيس الاتحاد الدنماركي للمعلمين لإجراء مفاوضات مع وزير التعليم وكذلك السلطات الصحية ونقابات التدريس الأخرى للتأكد من أن الجميع سعداء بتدابير السلامة المعمول بها. وقالت لانج: "كنقابات، تم الأخذ برأينا كثيرًا وتمت استشارتنا كثيرًا لدرجة أننا شعرنا بأمان تام حيال ذلك". وأضافت "أخبرنا أعضائنا أننا نعتقد أنه يمكننا في الواقع أن نثق في السلطات وأنه سيكون من الجيد العودة".

وأصبح الانتقال الدنماركي من الإغلاق إلى إعادة فتح المدارس نموذجًا مثاليًا تأمل حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاقتداء به؛ حيث تسعى لإقناع المعلمين والنقابات بالعودة إلى العمل اعتبارًا من يونيو المقبل.

وأخبر جافين ويليامسون وزير الدولة لشؤون التعليم في بريطانيا نقابات المعلمين الأسبوع الماضي: "بدأت المدارس تعود إلى الدنمارك ولم تشهد أي تأثير سلبي نتيجة لذلك". وأضاف "وقد أعاد هذا التأكيد على هذا النهج هو النهج الصحيح".

إذن ماذا فعلت الدنمارك؟

شهدت إعادة افتتاح الدنمارك ككل حالة من السلاسة واليسر، لكن ارتفع مؤشر الانتشار الفعلي للإصابات في المجتمع في البلاد لفترة وجيزة في الأسبوعين التاليين لعودة التلاميذ حتى سن الحادية عشرة، وارتفع من 0.7 إلى 0.9، لكنه تراجع منذ ذلك الحين. ويوم الجمعة، مرت البلاد بيوم محوري، وهو اليوم الأول دون تسجيل أي وفاة من فيروس كورونا منذ مارس، مع بقاء 137 شخصًا فقط يعالجون في المستشفيات من الفيروس التاجي.

ولم يؤد إعادة فتح المدارس- التي شهدت انقسام الفصول إلى قسمين لإبقاء مترين بين كل طفل، والمزيد من الدروس التي يتم تدريسها في الخارج ونظام صارم للتعقيم اليدوي، إلى ارتفاع كبير في الحالات بين الموظفين. وقالت لانج "لقد رصدنا عددًا قليلاً جدًا من الحالات التي أصيب فيها المعلمون بالفيروس التاجي".

لكن بالإضافة إلى كونها من أوائل الدول التي أعادت فتح المدارس، كانت الدنمارك أيضًا من أوائل الدول التي أغلقتها، حيث فرضت رئيس وزرائها ميت فريدريكسن إغلاقًا على الأقل قبل أسبوع من المملكة المتحدة.

لذا، وبحلول الوقت الذي أعيد فيه فتح المدارس الابتدائية، كان الوباء تحت السيطرة بالفعل، حيث تم علاج 200 شخص في العناية المركزة بالفيروس التاجي حوالي 3.5 لكل 100,000 مواطن.

وخلصت وكالة الأمراض المعدية إلى أنه على الرغم من أن الإصابات ستزداد، فمن المحتمل أن يؤدي الفتح إلى 264 مريضًا فقط في العناية المركزة في أي وقت.

وقبلت نقابات المعلمين استنتاجات الوكالة واستخدمتها كأساس للمفاوضات حول المبادئ التوجيهية. وتقول لانج "نحن لسنا علماء، لسنا أساتذة علم الأوبئة، لذلك لا نعرف أي شيء عن ذلك. علينا أن نثق بالسلطات". وأضافت "نحن ندرس ما إذا كان يمكننا الاستمرار في ذلك، وربما تقصير يومنا الدراسي قليلاً، مع دروس أقل ولكن بدرجة أعلى من التواصل مع الطلاب".

تعليق عبر الفيس بوك