أمريكا لم تعد "النموذج العالمي المتقدم".. وأوروبا نزعت وصاية واشنطن

"ماركت ووتش": الصين ستخرج من أزمة "كورونا" أقوى من الولايات المتحدة

ترجمة - رنا عبدالحكيم

أكَّد موقع "ماركت ووتش" العالمي أنَّ الصين ستخرج من أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) أقوى من الولايات المتحدة، وذلك من الناحية الجيوسياسية.

وبحسب آراء الخبراء -التي نشرها الموقع المتخصص في توفير المعلومات المالية وأخبار الأعمال والتحليل وبيانات سوق الأوراق المالية- فإنَّ الصين باتت في مكانة متقدمة، مقارنة بالأوضاع في الولايات المتحدة.

وقال إيان بريمر رئيس ومؤسس يورو آسيا جروب: "إن الصينيين في وضع أقوى بكثير مما كانوا عليه في الخروج من أي أزمة عالمية أخيرة". وأضاف أنهم يمتلكون معظم سلاسل الإمدادات الطبية العالمية ونجحوا في احتواء الفيروس من خلال المراقبة الصارمة والتكنولوجيا المتقدمة، واستفادوا من هذا النجاح من خلال تقديم المساعدة لأوروبا والأسواق الناشئة في المعركة ضد "كوفيد 19".

وعلى الرغم من أن الاقتصاد الصيني قد تلقى ضربة كبيرة جراء تفشي المرض، وسيظل يعاني من انخفاض الطلب العالمي مع انتشاره في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن البلاد تمكنت من فتح أبوابها للأعمال التجارية مرة أخرى.

وقال كارل واينبرج مؤسس وكبير الاقتصاديين في شركة High Frequency Economics، في مقابلة، رغم أنه من السابق لأوانه الإعلان عن التعافي الاقتصادي الصيني الجاري، يبدو أن واضعي السياسات هناك يتحكمون بشكل أفضل في الاقتصاد. وأضاف "الصينيون بنوا مستشفى بسعة 2000 سرير في 10 أيام من البداية إلى النهاية".

في غضون ذلك، تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في الأسابيع الأخيرة؛ حيث سعى القادة الصينيون والأمريكيون إلى إلقاء اللوم على بعضهم البعض في هذا الوباء.

وقال إدوارد ألدن زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية "هذا الوباء سيعزز الرأي القائل إن الولايات المتحدة ببساطة ليست النموذج المتقدم للغاية الذي كانت عليه". وتابع: "نظر الأوروبيون في الماضي إلى الولايات المتحدة بدرجة عالية من الرهبة، بسبب شركاتها المبتكرة ونظامها الجامعي القوي وقدرتها على جذب المهاجرين ذوي المهارات العالية". لكنه حذر قائلاً: "إن الولايات المتحدة تسير في مسار الآن لتفشي المرض بشكل أسوأ من إيطاليا". وأضاف: "هذا سيعزز الانطباع بأن الولايات المتحدة ليس لديها ما تعلمه لبقية العالم".

وقال بريمر من يورو آسيا جروب إن الآثار المترتبة على ما يبدو أنه انتصار جيوسياسي معلق ستكون بعيدة المدى للاقتصاد والشركات الأمريكية. وأضاف "سيؤدي هذا إلى تسريع اتجاه إزالة العولمة في البيانات والتصنيع، وهذا يعني أنه في قضايا مثل هواوي والجيل الخامس، من غير المرجح أن يتبع الأوروبيون رأي الولايات المتحدة، كما أن الأزمة ستزيد من قدرة الصينيين على فرض معاييرها على أوروبا وانضمام الأخيرة إلى مبادرات مثل الحزام والطريق، وهي إستراتيجية تنمية عالمية صينية".

ويختتم الموقع تقريره بالقول: "ربما لا يزال هناك وقت للولايات المتحدة للسيطرة على الأزمة وحفظ ماء وجهها على المسرح العالمي، ولكن ربما سيكون قد فات الأوان".

تعليق عبر الفيس بوك