ثاني ندوات "الرؤية" الرقمية تسلط الضوء على أولويات الأمن الغذائي

خبراء: السلطنة مؤهلة لقيادة مشاريع الاستثمار الغذائي في المنطقة بفضل الموقع الإستراتيجي

...
...
...
...

◄ الشنفري: السلطنة تحولت إلى تصدير الغذاء.. واستثمارات القطاع في نمو

◄ الناعبي: خطط متجددة للحفاظ على مستويات مطمئنة من الاحتياطي الغذائي

◄ السلطنة في مستويات مطمئنة من الأمن الغذائي.. وجهود التنويع مستمرة

الرؤية - نجلاء عبدالعال

أبرزتْ ثاني ندوات "الرؤية" الرقمية الضوءَ على ملفِّ الأمن الغذائي؛ باعتباره "أولوية حياة"؛ في ظل ما كشفت عنه أزمة فيروس كورونا وتداعياتها من تحديات وفرص في الوقت نفسه.

وشاركَ في الندوة -التي عُقِدت مساء الأحد، عبر تقنية الاتصال المرئي عن بُعد (تطبيق زووم)- كلٌّ من: المهندس صالح بن محمد الشنفري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة رئيس لجنة الأمن الغذائي بغرفة تجارة وصناعة عمان، وسالم بن سليمان الناعبي مدير الإدارة العامة للمخازن والاحتياطي الغذائي بمحافظة مسقط، وبحضور المكرم حاتم بن حمد الطائي عضو مجلس الدولة رئيس تحرير جريدة "الرؤية".

وخلال مشاركته لأحدث البيانات حول الأمن الغذائي، أكد المهندس صالح الشنفري أنَّ السلطنة أصبحت واحدة من الدول القلائل على مستوى العالم التي تتمتع بمستويات عالية من درجات الأمن الغذائي بعناصره المختلفة؛ سواء من حيث الوفرة بكمية متاحة لجميع السكان وبجودة عالية تحقق احتياجات الإنسان الصحية، أو من حيث توافره بسعر يتناسب مع قدرات السكان. وأوضح الشنفري أنَّ السلطنة في موقع ضمن أفضل دول العالم في المؤشرات العالمية، وحافظت على هذا الموقع في السنوات العشر الأخيرة، موضحا أنَّ السلطنة لم تشهد منذ أزمة الغذاء العالمي في 2008 أية أزمة غذائية؛ وذلك مع التنبُّه المسبق لأهمية الأمن الغذائي وبناء برنامج مميز لعدم تأثير أية ظروف طارئة؛ سواء مناخية أو من خارج السلطنة، وتؤثر عليها كما في حالة الحروب مثلا على الوضع الغذائي وتوافره للسكان.

من جهته، أكد سالم الناعبي أنَّ السلطنة في طليعة الدول السبَّاقة في العمل على التأكد من توفير السلع الغذائية الأساسية لجميع السكان طوال الوقت، لذلك أنشئت الهيئة العامة للمخازن والاحتياطي الغذائي منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتقوم بتنفيذ خطط طويلة المدى تحافظ عبرها على السلع الغذائية الإستراتيجية وبكميات كافية للجميع، والمحافظة على المخزونات خلال فترة زمنية طويلة؛ بحيث تكون متوفرة ومستقرة الأسعار خلال الأوقات المختلفة.

وأشار الناعبي إلى أنَّ الهيئة تخطط كذلك حتى للحالات الطارئة التي تؤدي إلى طلب مكثف على سلع غذائية معينة، مؤكدا أن الهيئة تتعاون مع العديد من الوكلاء في مختلف أسواق السلطنة، وتراقب عن كثب الطلب على السلع الغذائية المختلفة؛ بحيث يجري تعويض السحب أولا بأول، وهذا في حد ذاته يخفف القلق من قبل المستهلكين، ويطمئنهم إلى توافر السلع.

وأكد الناعبي أنَّ أولوية الهيئة تتمثل في توفير السلع الغذائية بجودة عالية وبأسعار مناسبة وفي مختلف الأوقات، وهذه الأولوية يتم تنفيذها وفق خطط طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى مع خطط للحفاظ على المخزون الغذائي لفترات أطول بصلاحيته المطلوبة، وهذا التأمين يجري من خلال الإنتاج المحلي بالتعاون مع القطاع الخاص؛ من خلال اتفاقيات مع مصانع الإنتاج والتعبئة محليا، إضافة لاتفاقيات لاستيراد الاحتياجات التي لا يتوافر إنتاجها في السلطنة.

وفي مداخلة خلال الندوة، لفت المكرم حاتم الطائي إلى أن جائحة "كوفيد 19" جعلت جميع الدول بل والأفراد، يعيدون النظر في كثير من الأمور في ظل التداعيات التي أوجدتها الأزمة، مثل انقطاع شبكات الإمداد الجوي أو البحري الذي ينقل الغذاء والمؤن. وفي سياق الحديث عن جهود تعزيز الأمن الغذائي، أشاد الطائي بالمشاريع المرتبطة بالغذاء ومنها مشروع المليون نخلة ومصانع إنتاج وتعبئة الأغذية وإنتاج الألبان واللحوم والأسماك وغيرها.

وقال المهندس صالح الشنفري إن السلطنة مؤهلة تماما بموقعها الإستراتيجي لأن تستفيد من التحديات التي أوجدها فيروس كورونا وتداعياته، مع العلاقات المميزة للسلطنة مع دول العالم وموقعها على البحار المفتوحة، وتحويل هذه التحديات إلى فرص، وهو ما ظهر بالفعل خلال الفترة الماضية من الخروج من الاعتماد على الطرق البرية في الاستيراد والتصدير، والتحول إلى الطرق البحرية والجوية، مشيدا بجهود العاملين في كلا الجانبين.

وحول فرص العمل والاستثمار المتاحة في القطاع، أكد المتحدثون في الندوة توافر الكثير من الفرص؛ سواء الاستثمارية أو فرص العمل في القطاع بمختلف مجالاته بدءا من الإنتاج إلى التعبئة والتخزين والتوزيع...وغيرها.

تعليق عبر الفيس بوك