◄ الشبلي: الموظف يستطيع أن ينجز كثيرًا من الأعمال دون عناء وتكلف

◄ البلوشية: العمل من المنزل يوفر الجهد ومشقة الذهاب والإيّاب

◄ الوهيبية: التعلّم عن بعد مهّد الطريق لتجربة العمل من خارج مكاتب المؤسسة

الرؤية - محمد قنات

أجمع عدد من الموظفين على أنّ تجربة العمل عن بعد- التي لجأ إليها عدد من المؤسسات عقب جائحة كورونا- حققت نجاحاً متفاوتا في بعض القطاعات، إلا أنّ التجربة لا زالت محفوفة ببعض التحديات التي تجعل من عملية نجاحها مكتملة الأركان، مشيرين إلى أن أبرز هذه التحديات تتمثل في ضعف شبكة الاتصالات في بعض الولايات والمناطق، علاوة على صعوبة الحصول على التوقيعات والاعتمادات من قبل المسؤولين، إلى جانب أنّ الموظف الذي يداوم عن بعد ينتابه إحساس داخلي بالتشكك حول ما إذا أنجز العمل المطلوب منه كما ينبغي أم لا.

وقال الموظفون- ردا على أسئلة "الرؤية"- إنّ التحديات تتضمن عدم توفر الهدوء وشبكة الانترنت القوية في بعض الأحيان، لكنهم أوضحوا أن توفر الوقت وإنجاز المهام من أي مكان يتواجد فيه الموظف والعمل لساعات أطول من أبرز إيجابيات العمل عن بعد.

وقال أحمد بن محمد بن سالمين الشبلي أخصائي تدريب وتوجيه وظيفي بجامعة صحار إنّ العمل عن بعد يعد تجربة جديدة على الكثير من الموظفين إلا أنّ الكثير من الموظفين لديهم التجربة والخبرة في هذا المجال، خاصة أولئك الذين يعملون في التعليم، حيث تقتضي الظروف تواصلهم مع الطلاب فيلجأون إلى التواصل معهم عن بعد؛ مما يسهل العمل كثيراً ويمنح وقت أطول لترتيب كثير من الأمور. وأضاف أنّ من أبرز التحديات التي يواجهها البعض خلال العمل عن بعد تتمثل في الحصول على التواقيع والاعتمادات من المدير وعمادة الكلية. وأعرب الشبلي عن أمله في أن يتم دعم العمل عن بعد في كثير من الجهات مستقبلا لما فيه من توفير للمصاريف وتحفيز للموظف، لاسيما أنّ العمل عن بعد لا يعتمد على الوقت بقدر ما يعتمد على إنجاز الأعمال.

وتابع: "لقد تعلمنا دروساً من جائحة كورونا حيث أصبح الموظف يستطيع أن ينجز كثيرا من الأعمال دون أي تكلف أو عناء، كما أنّه من خلال العمل عن بعد يمكن عقد اجتماعات على مستوى المحافظات بل يمكن إنجاز مهام وعقد اجتماعات على مستوى دول الخليج دون أي تكلف". لكنه استدرك قائلا: "الآن أصبح لا حاجة للموظف بأن يخرج من محافظة إلى أخرى لحضور اجتماع، ويمكن أن يستعيض عن ذلك المشوار باجتماع إلكتروني لجميع المعنيين، ومن خلال هذا الاجتماع يمكن أن تنجز المهام".

وقالت زينب بنت صالح البلوشية رئيسة قسم اللغة الإنجليزية للكليات الإنسانية ومركز الدراسات التحضيرية بجامعة السلطان قابوس إنّها بدأت العمل عن بعد مع تفاقم أزمة "كوفيد 19"، واستجابة لقرارات اللجنة العليا بتقليص عدد الموظفين في مجالات العمل المختلفة. وأضافت أن جامعة السلطان قابوس كبقية المؤسسات التعليمية في السلطنة ملتزمة بقرارات اللجنة العليا؛ حيث تمّ التنسيق بين وحدات الجامعة المختلفة لتقليص أعداد الموظفين، وتمّ تطبيق العمل بنظام التناوب بالنسبة للإداريين والعمل من المنزل وعدم الحضور لمقر العمل إلا في حالات الضرورة القصوى.

وأضافت أنّ إيجابيات العمل عن بعد تتمثل في مرونة القيام بالأعمال الموكلة للموظف حسب جدول شخصي يقوم بإعداده الموظف بما يتناسب مع مقتضيات العمل، إلى جانب ذلك كله أنّ العمل عن بعد يتيح حرية المكان واللارسمية التي تضفي نوعا من الأريحية في إنجاز العمل، وإمكانية القيام بأكثر من نشاط واحد في نفس الوقت، كما أنّ من الإيجابيات أيضا أنّ الشخص يجد وقتا أكثر مع أفراد العائلة؛ حيث إنّ وجودهم يتخلل قيامه بمهامه المنزلية، ولا يتعارض مع أداء الأعمال بأي شكل من الأشكال إضافة إلى أن العمل من المنزل يوفر الجهد ومشقة الذهاب والإياب في بعض الأحيان.

وأوضحت البلوشية أنّ سلبيات العمل عن بعد تتمثل في أنّ ساعات العمل تكون أطول من ساعات الدوام العادية باعتبار أنّ الشخص يمكن أن يداوم في أي وقت، وفي أي لحظة ولا يقتصر العمل على ساعات دوام محددة، كما أنه في مرات عديدة قد لاتساعد الظروف على إنجاز العمل على البعد مثل عدم توفر شبكة الانترنت أو الظروف المحيطة وغير الملائمة للعمل عن بعد مثل الهدوء والخصوصية، إضافة إلى الشعور الدائم الذي ينتاب الموظف بالمساءلة النفسية على شاكلة عملي بشكل صحيح، أم لا؟!

وأشارت إلى أن أهم التحديات التي تواجه العمل عن بعد تتمثل في طرق التواصل مع باقي الموظفين ومدى توافر الإمكانيات عند الجميع، إضافة إلى غياب الرقابة، مما يؤثر على العمل المنجز، كما أن العمل المكتبي مقارنة بالعمل عن بعد محدد ومقنن ومحصور بوقت محدد، بالتالي، يمكن قياس الإنجاز بشكل أفضل. وزادت بالقول: "بما أن العمل عن بعد وكونه تجربة جديدة بالنسبة للكثيرين قد تكون له بعض التداعيات اللامتوقعة التي تتعلق بإنجاز الأعمال أو تواصل الموظفين فيما بينهم، إلا أنّها رأت حال توفر الظروف الملائمة للعمل عن بعد يمكن أن يكون العمل عن بعد ناجح إلى حد كبير".

ووصفت ماجدة بنت سليّم بن سعيد الوهيبية رئيس قسم التواصل وإدارة الهوية التجارية بشركة مسقط لتوزيع الكهرباء تجربة العمل عن بعد بـ"الرائعة"، وقالت إن الشخص يستطيع أن يكتسب من خلالها مهارات إضافية كاستخدام برامج التواصل وإدارة المهام عن بعد. وأضافت أنّ التجربة ناجحة بفضل تجربة التعلم عن بعد التي اكتسبتها اثناء دراستها لبرنامج الماجستير، إضافة إلى جهود فريق تقنية المعلومات الذي قام بتوفير البرامج التي سهلت أداء العمل عن بعد.