ميركل تبدأ رفع قيود "كورونا"

"نيويورك تايمز": ألمانيا نموذج يحتذى به في إعادة فتح الاقتصاد

ترجمة- رنا عبدالحكيم

امتدح تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل ووصفت ألمانيا بأنها "الزعيم الفعلي" لأوروبا، وأنها بفضل إدارة ميركل باتت نموذجا يحتذى به في أنحاء القارة الصفراء.

وشرعت ميركل في وضع خطة لبدء رفع القيود الاجتماعية والاقتصادية القائمة في بلادها بسبب الفيروس التاجي، لكنها حذرت من أن الطريقة الجديدة في الحياة تختلف عما كانت عليه الأوضاع قبل كورونا، إذ لن تعود الحياة إلى طبيعتها. وبدت تلك الخطوة بمثابة تحرك مبادر منها لجعل ألمانيا مرة أخرى، أكبر اقتصاد في أوروبا، في مقعد القيادة، بحكم الأمر الواقع في القارة، وأن تكون نموذجا تحتذي به الدول الغربية التي تتطلع إلى الانتقال نحو مسار صعب لإعادة إنعاش النشاط الاقتصادي ومحاربة الفيروس.

وقالت ميركل في مؤتمر صحفي "لقد أنجزنا أمرا، وهو أمر وصلنا إليه بعد مجهود مضنٍ يتمثل في أن أطباءنا ومقدمي الرعاية الصحية، وجميع العاملين في المجال الطبي ببلادنا، لم يصيبهم الإرهاق". لكنها أضافت: "ما حققناه هو نجاح مؤقت، لا أكثر ولا أقل. وأؤكد أنه نجاح مؤقت هش".

وحذرت ميركل من أن الإغلاق الاقتصادي سيبقى ساريًا إلى حد كبير لمدة 20 يومًا إضافية، وستظل قواعد التباعد الاجتماعي الصارمة سارية.

لكن سيتم السماح بإعادة فتح بعض المحلات ابتداءً من الأسبوع المقبل، على الرغم من أن تلك التي لديها وسائل الحماية اللازمة فقط تسمح باستمرار التباعد الاجتماعي الصارم، على حد قولها.

وقد يُسمح للطلاب الأكبر سنًا بالعودة إلى المدرسة في شهر مايو، ولكن ذلك سيعتمد على إعداد متغير جذري يشمل مجموعات صغيرة وإلزامهم بارتداء الكمامات والحفاظ على المسافة الاجتماعية بحافلات المدارس.

وقالت ميركل إن الحكومة ستقوم كل أسبوعين بتقييم أعداد الإصابات لتقييم تأثير كل تدبير يتم رفعه في وقته، ولتجنب خطر تسارع العدوى مرة أخرى.

ويقول علماء الفيروسات إن استراتيجية ألمانيا- التي اعتمدت على إجراء اختبارات مبكرة واسعة النطاق بجانب ما تملكه من عدد كبير من أسرّة العناية المركزة- ساعدت في تفسير معدل الوفيات المنخفض نسبيًا في البلاد، لكن الثقة في قيادة ميركل والامتثال الناتج للتدابير الحكومية ساهمت أيضًا في هذا الإنجاز.

وكما في المراحل السابقة من الوباء، أجرت ميركل مشاورات مكثفة قبل الشروع في خطتها لإعادة فتح الاقتصاد. ودرست التوصيات لجنةٌ مكونة من 26 أكاديميًا بارزًا من مجموعة من المجالات بما في ذلك علم النفس السلوكي والأخلاقيات، ثم توصلت إلى اتفاق مع حكام الولايات الستة عشرة في ألمانيا.

وجاء إعلان ميركل في الوقت الذي أصدرت فيه الحكومة الألمانية تقييماً قاتماً لتأثير تفشي الفيروس التاجي على الاقتصاد، قائلة إن البلاد تتجه نحو ركود حاد وزيادة في البطالة.

والبلد قادر حاليًا على اختبار 100,000 شخص يوميًا، أكثر من أي دولة أخرى في أوروبا.

وقدمت المفوضية الأوروبية خريطة طريق للبلدان في الكتلة المكونة من 27 دولة والتي تخطط لاستراتيجيات الخروج الخاصة بها. ومن أهم توصياتها تفعيل نظام اختبار على الطريقة الألمانية يسمح بتعقب المرضى والحجر الصحي.

تعليق عبر الفيس بوك