نتيجة للمتغيرات التي نتجت عن أزمة "كورونا"

دراسة: مستويات متوسطة من القلق النفسي لدى السكان في السلطنة والبحرين

 

 

مسقط - الرؤية

كشفت دراسة نفسية أنّ مستويات القلق النفسي في كل من السلطنة ومملكة البحرين تندرج في إطار القلق بدرجة متوسطة، ما يعني ضرورة العمل على تخفيضه إلى المستويات المرضية الطبيعية.

وحملت الدراسة عنوان "أثر مستوى القلق النفسي لجائحة فيروس كورونا لدى الأسر العمانية والبحرينية وعلاقتها ببعض المتغيرات الديموغرافية.. دراسة في علم النفس العيادي". وأعد الدراسة فريق بحثي مكون من الدكتورة خوله الوهيبية من قسم الطب السلوكي بمستشفى جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع الدكتورة ايمان الشهابي من مملكة البحرين، والباحثة أمل الشبيبية، بدراسة مشكلة القلق لدى الافراد في كل من عمان والبحرين. وبلغ العدد الكلي للعينة في الدولتين 2107 مشاركين، وبلغ عدد المستجيبين من السلطنة 1305، والعدد من مملكة البحرين 731. وتراوح عمر الفئات التي تمّ إرسال استمارة الدراسة لهم من 21- 40 فما فوق باختلاف المستوى التعليمي لهم.

وبينت الدكتورة خولة الوهيبي أنّ الأفراد يعانون من القلق بصفة عامة وهذه جزء طبيعي من الحياة، إلا أن هناك من الأفراد من تتطور الأعراض عندهم فيعانون من اضطرابات مختلفة من القلق كالمخاوف المفرطة من اضطرابات القلق (قلة النوم، الخوف، العصبية، التوتر، فقدان الشهية أو العكس) وغيرها من اضطرابات القلق التي يصعب التحكم فيها، ويمكن أن تستمر لفترة طويلة مؤثرة على حياة الأفراد.

وذكرت الدكتورة إيمان الشهابية أن نتائج الدراسة بالنسبة للدولتين (سلطنة عمان ومملكة البحرين) أظهرت أنّ مستوى القلق بدرجة متوسطة، أي أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بينهما، وهذا يدل على أنّ الأفراد داخل الأسرة بحاجة إلى تدخل لمنع تفاقم القلق وخفضه إلى مستويات مرضية من القلق الطبيعي. وبيّنت الدراسة وجود قلق عالٍ بين المقيمين في هاتين الدولتين ويرجع ذلك حسب الخبراء إلى عدم وجود الأمان الوظيفي، وحسب التعليمات فإنّ أغلب هؤلاء كانوا يعملون في قطاعات تم إغلاقها بسبب الحظر مما ساهم في عدم وجود مصدر رزق لهم في هذه الفترة وأيضا وجودهم في بلدان غير بلدانهم.‪

وحسب الجنس، جاءت الإناث أكثر قلقاً من الذكور، وبيّنت الباحثات بأنّ سبب ذلك وحسب الدراسات السابقة ربما يرجع إلى احتمالية التقلبات الهرمونية، أو لأنّ الإناث أكثر عرضة للقلق بشكل عام، وكذلك لدورهنّ التقليدي في العناية بالأسرة بشكل عام والأطفال بشكل خاص.

وحسب العمر جاء من أعمارهم أكثر من 40 سنة أقل قلقاً من غيرهم، وذلك يرجع إلى الثقافة والوعي بما يدور حولهم من مشاكل مختلفة، ويأخذون بأهميّة العلم وبالأمور العلمية في الأحداث، وأيضاً في الإيجابية وما حولها.

وتوصي الدراسة بحسب الباحثة أمل الشبيبية بضرورة التركيز على الإرشاد النفسي باختلاف تخصصاته وخاصة المعرفي والسلوكي في توصيل خطوات التخلص من القلق وغيرها من الاضطرابات النفسية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وقنوات الإذاعة والتلفزيون في هذه الفترة مسايراً مع التوعية حول أهميّة النظافة وأهميّة التباعد الاجتماعي فقط للتخلّص من جائحة فيروس كورونا.

تعليق عبر الفيس بوك