هل نجح اللاعب الأجنبي في ملاعبنا؟

 

محمد العليان

مرَّ تقريبا 40 عامًا على قرار نظام الاستعانة باللاعب الأجنبي (المحترف) في ملاعبنا وعلى وجه الخصوص في لعبة كرة القدم والسؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد مرور هذه السنوات والتجارب: هل نجح وأثر اللاعب الأجنبي في ملاعبنا العمانية؟ وهل استفادت منه الأندية فنيا وكذلك اللاعبين المحليين؟ وهل هو بنفس الطموح الذي كنَّا نرجو منه كلاعب أجنبي محترف؟

عندما نريد الأجابة على هذه الأسئلة لابد لنا من الرجوع للوراء قليلاً فبداية عقد الثمانينات لم يكن للاعب الأجنبي وجود كبير سوى القليل من اللاعبين الذين يعدون على الأصابع ومنهم (التونسي) لطفي الصنهاجي الذي حصل على هداف العرب مع فريق النصر والسودانيان التاج محجوب (فنجاء) وحسين عبد الحفيظ والصومالي حسن أصلوا (ظفار). ونرجع إلى الحقبة الثانية من قدوم اللاعبين الأجانب وهي حقبة بداية التسعينات وحتى منتصفها. كانت هذه الحقبة مزدهرة ومميزة بوجود نخبة كبيرة من اللاعبين الأجانب المحترفين تحمل أسماء نجوم كبيرة ورنانة ومعروفة على المستوى العربي والأفريقي وحتى العالمي وهذه الفترة قد أثرت الملاعب العمانية كثيراً واستفادت منهم الفرق والأندية فنياً بقدر كبير جدا وحتى اللاعب العُماني استفاد كثيرًا بجانب هذه الكوكبة من المحترفين حتى أصبحت بعض الفرق بوجود اللاعب الأجنبي لديها دور كبير في المنافسة بعد أن كانت من فرق الوسط أو العادية وأعادت هذه الفئة من اللاعبين الحياة للمدرجات من جديد في ذلك الوقت بوجود أعداد كبيرة من الجماهير لحضور المباريات مما أعطى بطولتي الدوري والكأس نكهة خاصة من المتعة والمنافسة والمستوى الفني الراقي.

وهذه الفئة التي تصنف بفئة 5 نجوم وهم (المصري شوقي غريب، حمادة عبداللطيف، صابر عيد) لقد كان للثلاثة دور كبير وبارز مع فريق مرباط وأصبح الفريق من الفرق المنافسة على بطولة الدوري والكأس وحقق إنجازات بفضل هذه النخبة المميزة وأيضًا هناك (عمر العلمين، محمد رشاد) لاعبي فريق النصر وحصل العلمين على هداف الدوري لعدة مواسم وأيضاً هداف العرب وكان لهم أثر كبير في إنجازات نادي النصر. وكذلك الدوليون المغاربة (محمد التيمومي، عبدالرزاق خيري،عزيز بودربالة) مع فريق السويق نجم المنتخب المغربي في كأس العالم 86م، أسهموا مساهمة فعالة في جذب الجماهير العمانية للمدرجات والمباريات. وهنالك الكينيون في فريق ظفار (ميشيل،بنت، دوجلاس) أسهموا مساهمة فعالة في فوز وإنجازات فريق ظفار، وأيضا لاعبا فريق العروبة القاطرة السورية (وليد الناصر والأوغندي متومبوا) وكان لهما دور بارز في الفريق من الناحية الفنية والجماهيرية.

وكذلك هناك الأوغنديان لاعبا فريق نادي عمان (كمندا، كيتا) واللذين بوجودهما تحقق الكثير حتى وصل الفريق إلى المباراة النهائية في بطولة كأس آسيا وكذلك الفوز ببطولة كأس صاحب الجلالة.

ويعتبر المدافع (كمندا) من أفضل المدافعين الذي مروا على الكرة العمانية. كذلك اللاعبون الفرنسيون والروسي لاعبو فريق صور بوجودهم حقق الفريق قفزة كبيرة بحصوله على بطولة الكأس. وهناك (أحمد الشاذلي، وليد أبوالسل) لاعبا فريق الاتحاد ويعتبران من أفضل اللاعبين الذي مروا على الفريق وارتفعت أسهم الفريق كثيرا وحصل على مراكز متقدمة في الدوري وهناك أيضا اللاعب الكيني لاعب فريق الهلال (بوب) أفضل مدافع أجنبي في الدوري العماني. وهناك أيضاً المصري (طاهر أبوزيد) الذي لعب لفريق صحار.

والسوري (نزار محروس) والمغربي (توفيق بلاغة). وكذلك هناك أسماء أخرى لاتقل عن سابقتها من المحترفين الأجانب قد تخونني ذاكرتي في أسمائهم. نعم لقد كانت هذه الحقبة أكثر تميزا من غيرها بوجود اللاعب الأجنبي الذي أسهم مساهمة فعالة في ذلك الوقت في تطوير الأندية والدوري العماني ونتمنى أن يعود اللاعب الأجنبي المحترف المتميز الذي يعمل الإضافة والفوارق الفنية للأندية والبطولات المحلية من جديد حيث أصبحت الأندية والملاعب في العقد الأخير تبرم صفقات مضروبة ليس لها أي تأثير ولم تسهم في تطوير الدوري وجذب الجماهير للمباريات.